لا شيء يعترض ترشيح دونالد ترامب لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل. وقد حصل رجل الأعمال في حملة الانتخابات التمهيدية على الغالبية الضرورية من أصوات مندوبي الحزب الجمهوري. وجميع النواب ملزمون حقيقة باحترام هذه النتائج الانتخابية. ولكن يمكن للحزب أن يغير قواعده في اللحظة الأخيرة ويعين مرشحا آخر لخوض السباق من أجل دخول البيت الأبيض. كيف يمكن أن يحصل ذلك:
1 طبقا للقانون الحزبي للجمهوريين تجتمع لجنة مكونة من 112 مشاركا بعد كل مؤتمر حزبي. هذه المجموعة مؤلفة من امرأة ورجل من كل ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية. وهي تقرر القواعد التي يتم بناء عليها تعيين مرشح الرئاسة. فإذا أقرت اللجنة تحرير النواب من نتيجة الانتخابات التمهيدية والتصرف حسب الإرادة الشخصية، فكل شيء يصبح حينها ممكنا. ولا توجد أي مؤسسة يمكن أن تغير هذا القرار.
2 إذا لم توجد غالبية داخل هذه اللجنة، لكن 25 في المائة على الأقل من مجموع أعضاء اللجنة صوتوا لصالح تحرير النواب من نتيجة الانتخابات التمهيدية، فإن القرار يتم إحالته على المؤتمر الحزبي، ومن ثم يجب على النواب الـ 2472 النقاش والتصويت ما إذا كان ممكنا فتح جولة الانتخابات.
3 يبدو وكأن كل شيء أسهل مما هو عليه، لأن كل ولاية تتمتع بقواعدها الخاصة الملزمة للنواب. وهذا يعني أن بعض النواب وجب عليهم التصويت لترامب إذا سمح لهم الحزب بالتصويت. فيما يتوجب على آخرين التقيد فقط بنتيجة الانتخابات التمهيدية. معادلة معقدة، ومثيرة للتساؤل من ناحية احترام اللعبة الديمقراطية: وغالبية الأمريكيين لا تفهم بشكل سليم خلفية الأمور.
4 وطبقا للقواعد الحالية فإن نحو 95 في المائة من مجموع النواب ملزمون بالتصويت لكل مرشح كسب الانتخابات التمهيدية في دائرته الانتخابية. وهنا يجب معرفة أن النواب ينتمون في الغالب للمؤسسة السياسية، وهي تقبل بصعوبة ترشيح ترامب لخوض رهان الرئاسة.
5 السؤالان الكبيران هنا هما: هل يوجد بديل واعد بالنجاح؟ وهل سيكون النواب مستعدين للمخاطرة بانتفاضة داخل الحزب لمنع ترامب؟ لأن أنصار ترامب سيشعرون بالطبع بالغبن، إذا ما قرر الحزب اختيار شخص آخر بعد شهور طويلة من الانتخابات التمهيدية.
6 المؤتمر الحزبي لتعيين مرشح رئاسي سيحضره 2472 نائبا. ويكون مجال التقييم السياسي كبيرا داخل مجموعة كبيرة بهذا الحجم. إذ تضم المجموعة الكبيرة معارضين لترامب ومتعصبين له وآخرين بين هذا وذاك. والكثير من النواب هم نشأ من السياسيين الطموحين الذين لهم اعتبارات شخصية في تسلق السلم المهني. فهل سيكونون على استعداد لتحمل قرار صعب ضد اختيار الغالبية في الانتخابات التمهيدية؟ أو أنهم بدون رد اعتبار لأية مساوئ شخصية سيصوتون ضد ترامب، باعتباره يضر بالحزب؟
7 وفي النهاية يبقى السؤال كيف ومتى تنتهي حالة الفزع بشكل أسرع بالنسبة إلى الجمهوريين: إذا لم يتم انتخاب ترامب كمرشح؟ أو أن مرشحا باسم ترامب قد يثقل كاهل الجمهوريين بشكل يؤدي في النهاية إلى تهاوي الحزب؟
8 قبل انعقاد المؤتمر الحزبي يبقى شيء واحد مؤكدا، وهو أن كل شيء ممكن.
ينشر باتفاق مع