واعتمد نيل جونسون على "لوغاريثم" دقيق يتكهن ويتوقع سلوك التنظيم ومُؤيديه وطريقة عمله بهدف استباقه وإفشال مشاريعه، وفق ما كشفت صحيفة الموندو الإسبانية السبت.
ونقلت الصحيفة أن المجلة العلمية المرموقة المتخصصة في آخر الأبحاث والدراسات العلمية المتطورة، ساينس، نشرت الأسبوع الماضي دراسةً عن المعادلة الرياضية الدقيقة القادرة على استباق نشاط داعش بناءً على اتصالاته ونشاطه على الإنترنت، بإشراف أستاذ الفيزياء وعددٌ كبير من متخصصين من مجالات علمية أخرى مختلفة.
وأوضحت الصحيفة أن الدراسة الأولية استهدفت خاصةً المواقع الموالية لداعش على الصفحات والمواقع الناطقة بالروسية باعتبارها الأكثر نشاطاً والأكثر عنفاً، حسب المشرفين على الدراسة، مُقارنة بما ينشره التنظيم على فيس بوك أو تويتر.
وأكد نيكولاس فيلاسكيز من جامعة ميامي وأحد المبرمجين المشاركين في المشروع، أن جمع وحصر هذه المواقع والصفحات انطلاق منذ 2014، وبالتعاون مع مختصين روس، سمح بتحديد أكثر من 196 مجموعة مؤيدة لداعش، تضم حوالي 109 آلاف متابع أو مشترك.
وبدراسة وتحليل محتوى هذه المجموعات وطريقة تفاعلها وبالاعتماد على تقنيات العلوم الطبيعية والرياضيات والفيزياء وقوانينها من جهة، وقوانين العلوم الاجتماعية من جهة ثانية، لتحليل وتفكيك طريقة عمل المجموعة، ما يسمح بالتعرف على سلوكها النموذجي وكيفية تفاعل أعضائها في ما بينهم، والخلايا أو المجموعات في ما بينها أيضاً.
لوغاريثم
وبهذا الشكل نجح فريق العمل العلمي في وضع "لوغاريثم" رياضي قادر تماماً على التعامل مع أعضاء الشبكات الإرهابية وأنصار داعش، وخاصةً متابعة وحصر أعداد المتابعين التي تتزايد بشكل وبائي على الانترنت وشبكات التواصل، ما يُمكن المُكلفين بالمُكافحة من خطوة متقدمة على الإرهابيين وأنصارهم حسب الصحيفة، وذلك بتحسين القدرة على حصر الأعداد والملامح ومعرفة خصوصيات هذه المجموعات، وتحسين مطاردتها، بل استباق تحركها في مناطقها ومُدنها في أوروبا أو في خارجها، بما أن الأعضاء يخضعون في جزءٍ كبير من سلوكهم إلى توقعات الدراسة العلمية التي أصبحت تُثير اهتمام كل مصالح ودوائر الأمن والمخابرات الدولية المعنية بمتابعة داعش.