وكشفت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، أن الأطفال السوريين، وبينهم صبية وفتيات، يتلقون أجرا لا يقل عن 40 ليرة تركية لقاء قيامهم بعملهم الذي يتضمن خياطة وقص وقياس الأقمشة التي تصنع منه الأزياء الموحدة لعناصر تنظيم "داعش"، والتي تهرب عبر الحدود التركية السورية لهؤلاء.
أبو زاكور، صاحب إحدى الورشات الخاصة بالخياطة، يؤكد للصحيفة من مكتبه القابع في بلدة أنطاكيا الحدودية: "يتعلم أطفالي في مدرسة تمولها إحدى المؤسسات غير الربحية، وكان بوسع هؤلاء الأطفال (الذين يشغلهم) أن يكونوا هناك أيضاً، لكن أهلهم يرسلونهم إلى هنا لجني المال، فماذا عساي أفعل؟"، مشيراً إلى أنه عاش تحت حكم "داعش" لشهور طويلة، حتى تمكن من الهروب من الرقة، عاصمة التنظيم في سوريا.
ويتابع: "عملت مع أطفال عندما كنت في الرقة أيضاً، فبينما أراد "داعش" إدخالهم مدارس الشريعة الخاصة به، رفض الأهالي، خوفاً من تعرضها للقصف من قبل قوات الأسد أو الإرهابيين.
ويقع مكتب أبو زاكور في سوق "هيلاب جراج" المخفي، ويحدث محاوره من الصحيفة قائلاً: "مقاتلو داعش ليسوا زبائننا الوحيدين، فنحن نصنع ثياب المعارضة السورية المسلحة أيضاً"، مشدداً على أنه "حصل على مال أكثر بكثير من ثيابهم مقارنة بتصنيع ثياب المدنيين".
وأضاف أبو زاكور، والذي أغلق مصنعه المتواضع في أنطاكيا بداية هذه السنة، بعد تشديد القوانين الخاصة بالتهريب عبر الحدود، أن الجماعات المتمردة تطلب أزياءً مختلفة، مشيراً إلى أن "الجيش السوري الحر" و"أحرار الشام" يطلبان زياً عسكرياً مائلاً للون البني الفاتح، فيما تطلب "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، زياً مائلاً للاخضرار، في الوقت الذي يفضل فيه مقاتلو داعش ثياباً أفغانية الطراز.
ويستورد أبو زاكور أقمشته من إسطنبول، حيث تقلد المصانع هناك الزي العسكري الروسي والأمريكي، وفقاً للطلب.
يذكر أن "داعش" لطالما استعمل نماذج متنوعة من الأزياء، للتفريق بين وحداته المختلفة، فاللون الأسود يستخدم، للاستعراضات العسكرية الدعائية التي يقوم بها، والطراز الأفغاني (المتكون من سروال وقميص أطول من النوع الأول) يستخدم لتنفيذ الإعدامات القاسية، وتتراوح ألوان ثياب مقاتلي التنظيم عموماً ما بين درجات الثياب العسكرية التقليدية (الاخضر والبني والأصفر)، والأسمر، والأسود القاتم.