وكان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أعطى أوامره، في 11 نونبر 1987، بإزالة التمثال الذي كان منتصبا في قلب الشارع الرئيسي للعاصمة التونسية ووضع ساعة عملاقة مكانه أطلق عليها اسم "ساعة 7 نوفمبر" كدلالة رمزية لتاريخ توليه مقاليد الحكم.
وقد رحل التمثال إلى مدخل مدينة حلق الواد أو ما يعرف بـ(لاغوليت) على بعد نحو 15 كلم عن العاصمة.
وبعد نحو 28 عاما من نفيه خارج العاصمة، يعود تمثال بورقيبة لمكانه الطبيعي في الشارع الذي يحمل اسم الحبيب بورقيبة، وذلك في حفل رسمي حضره الرئيس الباجي قايد السبسي رفقة حفدة "الزعيم" الراحل، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وعدد من أفراد الحكومة التونسية.
وعلى الرغم من أن السلطات سعت إلى أن تكون إعادة تنصيب التمثال بعيدة عن الاحتفالية، إلا أن مئات المواطنين حجوا إلى شارع (الحبيب بورقيبة) لاستحضار ذكرى "المجاهد الأكبر"، والدعوة إلى صيانة إرثه ضد تصاعد القوى الظلامية.
وحرصت السلطات التونسية على أن تكون عودة التمثال إلى وسط العاصمة يوم فاتح يونيو نظرا لرمزية هذا التاريخ الذي يؤرخ للعودة المظفرة للراحل الحبيب بورقيبة من منفاه القسري سنة 1955، ليكون هذا اليوم بالنسبة للتونسيين "عيد النصر" ضد الاستعمار.
ولم يجد النصب الذي يجسد صورة للراحل بورقيبة ممتطيا صهوة جواده وهو يلوح بالتحية، مكانا له حيث وضع لأول مرة، لكونه عوضته "ساعة 7 نوفمبر"، لتتم إقامته بمحاذاة هذه المعلمة غير بعيد عن ساحة "14 يناير 2011" التي تحمل تاريخ نهاية النظام المخلوع.