ما هي البلدان التي يُدخَّن فيها كثيرا وتلك التي يُدخَّن فيها قليلا؟ حاولت المنصة الرقمية الأمريكية وايز فوتر (Wisevoter) تقديم إجابة عن هذا السؤال. ويتبين من هذه الدراسة التي غطت 158 دولة، أنه على الرغم من حملات التوعية بمخاطر التدخين في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من بعض النجاحات المسجلة، لا سيما في ما يتعلق بحظر إشهار منتجات التبغ، فإن متوسط معدل التدخين في العديد من البلدان -معدل انتشار التدخين لدى السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما فما فوق -لا يزال مرتفعا للغاية.
وهكذا، يبلغ متوسط معدل انتشار التدخين على مستوى العالم 20.1 %، وفقا لمعطيات وايز فوتر. أي أن أكثر من واحد من كل خمسة أشخاص على كوكبنا يدخن. وهو رقم مرتفع للغاية نظراً للآثار الضارة للتبغ، الذي لا يزال يمثل مشكلة صحية عامة عالمية.
ومع ذلك، فإن هذا المتوسط العالمي يخفي فوارق جهوية كبيرة للغاية يمكن تفسيرها من خلال تفاعل العديد من العوامل الثقافية والاقتصادية والقانونية. هناك أيضا اعتبارات أخرى مثل القبول الاجتماعي وإنتاج التبغ تؤثر أيضا على معدلات التدخين.
وتتميز بعض البلدان بمعدلات تدخين مرتفعة للغاية ومثيرة للقلق. وفي هذا الصدد، فإن ناورو، وهي دولة صغيرة في أوقيانوسيا تقع في ميكرونيزيا، التي تأتي في المقدمة بنسبة تدخين تبلغ 48.5 %، أي أن ما يقرب من نصف سكان هذه الدولة-الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 13000 نسمة يدخنون. وتتقدم هذه الدولة على ميانمار (44.1 %)، وصربيا (39.80 %)، وبابوا غينيا الجديدة (39.3 %)، وتيمور الشرقية (39.2 %)، وبلغاريا (39 %)، ولبنان (38.2 %)، وأندونيسيا (37.6 %)...
وتواجه البلدان التي ترتفع فيها معدلات التدخين التحدي المتمثل في مكافحة الإدمان على تدخين التبغ وآثاره السلبية على صحة الساكنة.
وبالمقابل، نلاحظ أن معدل التدخين منخفض في العديد من البلدان، وخاصة في إفريقيا. وهكذا، فمن بين البلدان العشرة التي يدخن فيها الناس أقل، هناك 8 دول إفريقية. والدول التي يدخن فيها الناس أقل هي غانا حيث يبلغ معدل التدخين 3.5 %، متقدمة على نيجيريا (3.7 %)، وبنما (5 %)، وإثيوبيا (5.1 %) وتركمانستان (5.5 %).
وبشكل عام، وفقا لوايز فوتر، « تلعب التدابير ضد مخاطر التبغ دورا رئيسيا في تقليل معدلات التدخين على مستوى العالم ». ومن بين التدابير المتخذة لخفض معدل التدخين من قبل مختلف البلدان، من بين أمور أخرى، القيود المفروضة على إشهار منتجات التبغ، وزيادة الضرائب عليها، والتحذيرات الموضوعة على علب السجائر، والقوانين التي تحظر التدخين في الأماكن العمومية (الإدارات ومحطات القطارات ودور السينما والمطارات وغيرها).
وفي القارة الأفريقية، تشكل الضرائب على السجائر أحد الأسلحة المفضلة لدى السلطات لأنها تشكل أيضا وقبل كل شيء مصدرا هاما للعائدات الضريبية. الرسوم التي تهدف إلى زيادة تكلفة السجائر بشكل كبير وبالتالي يصعب الحصول عليها من قبل شرائح معينة من السكان.
وعلى الرغم من هذه التدابير، فإن بعض البلدان الأفريقية هي من بين البلدان التي يدخن فيها أكثر. وهكذا، فمن بين 158 دولة تغطيها دراسة وايز فوتر، تظهر ثلاث دول أفريقية ضمن قائمة 50 دولة في العالم التي يكثر فيها عدد المدخنين.
في أفريقيا، تأتي مدغشقر في الصدارة، إذ يبلغ معدل التدخين فيها 27.8 %، لتحتل الجزيرة المرتبة 35 في العالم، متقدمة بفارق كبير عن تونس (24.50 %، 48 عالميا) ومصر (24.3 %، 50 عالميا). تليها مباشرة ليسوتو (24.3 %، 51 عالميا). وأكملت الجزائر المراكز الخمسة الأولى في أفريقيا بمعدل تدخين يصل إلى 21 %، لتحتل المرتبة 75 في العالم. وتكتمل قائمة الدول العشر الأكثر تدخينا في أفريقيا بجزر القمر (20.3 %، 78 عالميا)، وجنوب أفريقيا (20.3 %، 79 عالميا)، وموريشيوس (20.20 %، 81 عالميا)، وسيشيل (20.20 %، 83 في العالم) وبوتسوانا (19.4 %، 85 عالميا).
وفي منطقة المغرب العربي، يحتل المغرب، الذي يبلغ معدل التدخين فيه 14.5 %، ويحتل المرتبة 100 في العالم بين البلدان التي يدخن فيها الناس أكثر، وفقا للمصدر نفسه.
أما بخصوص البلدان التي لديها أقل عدد من المدخنين، تحتل غانا المرتبة الأولى في العالم وأفريقيا. مع معدل تدخين يبلغ 3.5 % فقط، وتحتل البلاد المرتبة 158 والأخيرة في العالم من حيث قلة انتشار التدخين فيها. وتتقدم هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا على عملاق آخر في المنطقة، نيجيريا (3.7 %، 157 عالميا).
وسجلت إثيوبيا معدل 5.1 % (المرتبة 155 عالميا)، وساو تومي وبرينسيبي (5.7 %، 153 عالميا)، والطوغو (6.8 %، 152 عالميا)، والسينغال (6.9 %، 151 عالميا)، وبنين (6.9 %، 150 عالميا)، والكاميرون (7.3 %، 149 عالميا)، والنيجر (7.4 %، 148 عالميا)، وإريتريا (7.5 %، 147 عالميا) تكمل المراكز العشرة الأولى في أفريقيا التي تضم أقل عدد من المدخنين.
