الحرية والحكامة في إفريقيا: أفضل وأسوأ الدول تصنيفاً بحسب فريدوم هاوس

في تقريرها الأخير تحت عنوان « الحرية في العالم 2024: الأضرار المتزايدة للانتخابات المعيبة والصراعات المسلحة »، تنشر منظمة فريدوم هاوس تقييما مفصلا لحالة حقوق الإنسان والديمقراطية في أفريقيا لعام 2023.

ويصنف التقرير، الذي صدر في 29 فبراير 2024، الدول الإفريقية وفقا لدرجة الحرية على سلم من 0 إلى 100، حيث يمثل 0 أدنى مستوى من الحرية. ويتناول هذا التقرير الحريات الفردية مثل الحق في التصويت وحرية التعبير والمساواة أمام القانون، ويقيم مدى تأثر هذه الحريات بالفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين.

ويوضح التقرير التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل بلد وإقليم، وتمنح نقطة وفقا للحقوق السياسية والحريات المدنية. وهذه تستخدم هذه النقط لتصنيف البلدان إلى فئات مختلفة، مثل « حرة » أو « حرة جزئيا » أو « غير حرة »، لتقديم تقييم مقارن لوضعية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

أعلى تصنيف في إفريقيا

من بين الدول الأعلى تصنيفا في القارة الإفريقية، نجد الرأس الأخضر بنتيجة 92. وتحتل المرتبة 30 عالميا. وتأتي بعد ذلك موريشيوس بنتيجة 85، وساو تومي وبرينسيبي (84)، وغانا (80)، وجنوب أفريقيا (79)، وسيشيل (79).

يشار إلى أن الدول الإفريقية الثلاثة الأولى حصلت على نتيجة أفضل من الولايات المتحدة التي حصلت على نقطة 83. وفي مقارنة أخرى، حصلت الرأس الأخضر على مرتبة أفضل من المملكة المتحدة (91) وإسبانيا (90) وفرنسا (89). لكن هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا تأتي خلف كندا (97)، ولوكسمبورغ (97)، والدنمارك (97)، والنرويج (98)، وفنلندا (100).

الدول المصنفة في المراتب الأخيرة

وبالمقابل، فإن الدول الأدنى مرتبة في المنطقة، وبالتالي « غير حرة » هي جنوب السودان (1)، وإريتريا (3)، وغينيا الاستوائية (5)، وجمهورية أفريقيا الوسطى (5)، والسودان (6)، والصومال (8)، وليبيا (9).

وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا حصلت على نتيجة أفضل من قطاع غزة الذي حصل على 8 نقاط، أو بورما (8)، أو روسيا البيضاء (8)، أو حتى المملكة العربية السعودية (8). وتشير منظمة فريدوم هاوس إلى أن 7 % فقط من سكان إفريقيا يعيشون في بلدان مصنفة على أنها « حرة »، بينما يعيش 50 % في بلدان « غير حرة ».

استمرار التحديات

تعكس هذه النتائج استمرار التحديات التي تواجهها العديد من البلدان الأفريقية عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. واعتبرت المنظمة غير الحكومية أن « التلاعب بالانتخابات والصراعات المسلحة والانقلابات لا تزال تهدد الحريات السياسية والحقوق المدنية في المنطقة ».

ومن بين البلدان التي شهدت انتخابات اتسمت بالعنف السياسي والمخالفات الإدارية، أشارت المنظمة غير الحكومية إلى مدغشقر التي حصلت على نقطة 58، ونيجيريا (44) وزيمبابوي (27).

وتشير منظمة فريدوم هاوس إلى أن الصراعات في السودان (6) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (19) أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

وفضلا عن ذلك، أعربت المنظمة غير الحكومية عن أسفها لإطاحة العسكر بالحكومات المدنية في النيجر (33) والغابون (20)، وبالتالي استمرار موجة الانقلابات في القارة.

ولعكس هذا الاتجاه، فإن الحكومات الديمقراطية مدعوة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية وتعزيز الحقوق السياسية والحريات المدنية. يشار إلى أن فريدوم هاوس هي منظمة غير حكومية مقرها في الولايات المتحدة. ومن خلال تقريرها السنوي، تقوم بتقييم مدى تمتع السكان بالحقوق السياسية والحريات المدنية في 210 دولة وإقليم.

منهجية التقرير

تستخدم الحرية في العالم نظاما من مستويين يتضمن نقطا ووضعية. وهكذا، يتم منح كل بلد أو إقليم نقطة من 0 إلى 4 لكل مؤشر من مؤشرات الحقوق السياسية العشرة ومؤشرات الحريات المدنية الخمسة عشر، والتي تأخذ شكل أسئلة. تمثل النقطة 0 أدنى درجة من الحرية و4 أعلى درجة من الحرية.

يتم تجميع الأسئلة المتعلقة بالحقوق السياسية في ثلاث فئات فرعية: العملية الانتخابية (3 أسئلة)، والتعددية والمشاركة السياسية (4)، وطريقة عمل الحكومة (3).

يتم تجميع قضايا الحريات المدنية في أربع فئات فرعية: حرية التعبير والمعتقد (4 أسئلة)، وحقوق تكوين الجمعيات والتنظيم (3)، ودولة القانون (4)، والاستقلال الشخصي والحقوق الفردية (4).

ويحتوي القسم الخاص بالحقوق السياسية أيضا على سؤال تقديري إضافي يتعلق بالتغييرات الديموغرافية القسرية. بالنسبة للسؤال التقديري، يمكن خصم نتيجة من 1 إلى 4، حسب الحالة (كلما كانت الحالة أكثر خطورة، كلما زاد عدد النقاط المخصومة).