وأوردت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن الليبيين اعتقدوا في البداية أن الحماية المدنية الجزائرية، مثل باقي الهيات في العالم، يجب تقدير رجالها، وتثمين دورهم الكبير والعظيم في الإسعاف خاصة أنهم يعرضون حياتهم للخطر، إلا أنهم سرعان ما اكتشفوا أن «الكابرانات» بعثوا حفنة من اللصوص الطامعين في ثرواتهم مهمتهم «إنقاذ» الذهب من المحلات التجارية في منطقة درنة، والعودة بها إلى الجزائر.
وأبرزت اليومية، في مقالها، أن فضائح النظام الجزائري أصبحت تثير الاشمئزاز من تكرارها وتعددها، ما دفع بعدة وسائل إعلام ليبية إلى كشف تفاصيل عمليات سرقة كميات كبيرة من المجوهرات من المحلات، كما اضطر ليبيون إلى تداول صور، وبث مقاطع فيديو للصوص الجزائريين، وأطلقوا نداء استغاثة لإنقاذهم من مجرمين يرتدون بذل الإنقاذ، ويحملون نياشين استغلال الكوارث الطبيعية في عمليات إجرامية.
وذكرت الجريدة أن رجال الإنقاذ الجزائريين لم يبالوا بفاجعة سكان ليبيا، وتداعيات إعصار «دانيال»، بل إن شهود عيان تحدثوا عن سرقة الجزائريين ممتلكات وجدت مع الجثث المتحللة تحت الأنقاض، مثل الساعات الثمينة والمجوهرات والذهب وأخفوها في أمتعتهم، مستغلين انشغال السلطات المحلية بمواجهة آثار الفيضانات.
ونشرت وسائل إعلام ليبية صورا لإيقاف أفراد من فرقة الدفاع المدني الجزائري، متلبسين بسرقة أحد المنازل المتضررة في منطقة درنة المنكوبة، ما استدعى تدخل أصحاب المنزل الذين أبرحوا أحد السارقين ضربا حتى أغمي عليه، ما أدى لنقله إلى الجزائر في حالة حرجة، كما قام ليبيون بمنع فرقة جزائرية من سرقة المزيد من المنازل والذهب والمجوهرات، ما أدى إلى اندلاع اشتباك عنيف بالأيدي بينهم، وطالبوا أفراد الإنقاذ الجزائريين بإعادة الأموال المسروقة إلى أصحاب المحلات المتضررة، لكن الفريق الجزائري تجاهل الأمر.
وختمت اليومية مقالها بالإشارة إلى أن حوادث سرقة وخيانة عديدة تورط فيها رجال الإنقاذ الجزائريين، زادت من غضب المتضررين من الفيضانات، حيث بث ليبيون غاضبون نداء بطرد ما تبقى منهم، وآخرون ثمنوا قرار المغرب بمنع الفرق نفسها من المساعدة في إنقاذ ضحايا الزلزال، إذ تجنب لصوصا يقتاتون من الكوارث الطبيعية، ويبحثون تحت الأنقاض، ليس عن الضحايا، بل عما خف حمله وغلا ثمنه، فـ«إذا كان رب البيت للدف ضاربا، فشيمة أهل البيت الرقص»، و«كابرانات» الجزائر، كما تشير كل التقارير الأممية، ضالعون في السطو واحتراف غسل الأموال، فلا ضير إذاً إن تورط رجال الإنقاذ في البحث بين الجثث عن المجوهرات.