تظل فرنسا إحدى الوجهات الأساسية للطلاب الأفارقة الذين يرغبون في متابعة دراستهم العليا في الخارج. بل إن البلاد تجاوزت عتبة 400 ألف طالب أجنبي مسجلين في جامعاتها ومدارسها الكبرى لأول مرة في 2022-2023. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في السنوات القادمة مع العلم أن فرنسا تستهدف الوصول إلى 500 ألف طالب أجنبي في عام 2027. وهذا السقف سيتم تحقيقه بلا شك، على اعتبار أن متوسط النمو السنوي في عدد الطلاب الأجانب الذين تم استقبالهم في فرنسا بلغ 8% خلال السنوات 15 الماضية. وهكذا، تحتل فرنسا المرتبة السادسة في العالم من حيث استقبال الطلاب الأجانب، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا وكندا.
من بين الطلاب الذين يتابعون دراستهم في فرنسا، يحتل القادمون من القارة الأفريقية مكانا مفضلا لأسباب مختلفة: ثقافية (اللغة الفرنسية)، وتاريخية (مواطنو المستعمرات الفرنسية السابقة)، والقرب الجغرافي، خاصة بالنسبة لبلدان المغرب الكبير وغرب أفريقيا…وهكذا، يمثل الطلاب الأفارقة حوالي 48 % من إجمالي الطلاب الأجانب في فرنسا.
La France accueille plus de 400 000 étudiants étrangers dans ses universités et grandes écoles dont plus de 48% venant du continent africain.. DR
والدليل على الحضور القوي للطلاب الأفارقة في الجامعات الفرنسية، أن هناك 11 دولة إفريقية ضمن أفضل 25 دولة تضم أكبر عدد من الطلاب في فرنسا، وفق تقرير كامبيس فرانس « Campus France ». بل إن ست دول منها توجد في المراكز العشرة الأولى. المركزان الأولان في العالم تحتكرهما دولتان أفريقيتان: المغرب والجزائر.
على الصعيد العالمي، يعد المغرب البلد الذي يضم أكبر عدد من الطلاب المسجلين في فرنسا. وكان هناك 45.162 طالبا يدرسون في الجامعات والمدارس الكبرى الفرنسية خلال العام الدراسي 2022-2023، أي 11% من مجموع الطلاب الأجانب المقيمين في فرنسا، على الرغم من الانخفاض بنسبة 3% المسجل خلال العام الدراسي الماضي. ويتقدم المغاربة على الجزائريين عالميا، الذين يبلغ عددهم 32.147، أي 8% من الطلاب الأجانب الذين يتابعون دراستهم في فرنسا. ويبلغ عدد هؤلاء طلاب البلدين المغاربيين مجتمعين حوالي 20%، متقدمين على الصينيين (25605 طالب) والإيطاليين (20028 طالب).
ويلي هذين البلدين، على المستوى القاري، السينغال بـ15.251 طالبا (4%)، وهو رقم ارتفع بنسبة 50% خلال الفترة 2017-2022 وتونس (14.291). وتوجد ساحل العاج والكاميرون، مع 10.691 و9.767 طالبا على التوالي، ضمن الدول العشر في العالم الأكثر تمثيلية في الجامعات والمدارس الفرنسية.
| البلدان | عدد الطلبة خلال 2022-2023 | الحصيلة من الإجمالي العالمي | التصنيف الدولي |
|---|---|---|---|
| المغرب | 45.162 | 11,20% | الـ1 |
| الجزائر | 32.147 | 8,20% | الـ2 |
| السنغال | 15.251 | 3,80% | الـ5 |
| تونس | 14.291 | 3,55% | الـ6 |
| كوت ديفوار | 10.691 | 2,65% | الـ9 |
| الكامرون | 9.767 | 2,42% | الـ10 |
| الكونغو | 7.483 | 1,86% | الـ13 |
| البنين | 5.667 | 1,41% | الـ17 |
| الغابون | 5.665 | 1,41% | الـ18 |
| مدغشقر | 5.061 | 1,25% | الـ21 |
| المجموع | 402.883 | 100% | - |
بالإضافة إلى القرب الجغرافي والروابط التاريخية، فإن الطلاب الأفارقة الذين يختارون المدارس الفرنسية يفعلون ذلك أيضا لأسباب براغماتية. ويتعلق الأمر بجودة التعليم العالي في هذا البلد، لا سيما في مدارس الهندسة (البوليتكنيك، والمدرسة المركزية-سوبيليك، والمعادن والقناطر...) ومدارس التجارة (HEC, EM Lyon, Essec...).
الهندسة والتجارة والبوليتنيك... المغاربة هم الأكثر تمثيلا
وفضلا عن ذلك، فإن بعض البلدان الأفريقية ممثلة تمثيلا جيدا في هذه المدارس. وهذا ينطبق بشكل خاص على المغرب. وهكذا، على مستوى مدارس الهندسة الفرنسية، يشكل الطلبة المغاربة أول جالية أجنبية مسجلة بـ6110 طالبا، من أصل 29314 طالبا أجنبيا، أي 21% من مجموع الطلبة الأجانب الذين يتابعون دراساتهم في الهندسة في فرنسا. ويعود هذا بشكل رئيسي إلى نجاح الطلاب المغاربة في امتحانات القبول في كليات الهندسة الفرنسية الكبرى، مثل البوليتكنيك، حيث يعتبرون الأكثر تمثيلا في العالم، بعد الفرنسيين. وهي وضعية تدل على جودة التكوين العلمي المغربي.
وبفارق كبير، يأتي الصينيون بـ2748 طالبا بعد المغرب. ويتابع 1756 طالبا من الكاميرون يواصلون دراستهم في مدارس الهندسة الفرنسية. وهذا البلد متقدم على تونس (1694 طالبا)، والسينغال (1034، الدولة السابعة الأكثر تمثيلا) والجزائر (944، المرتبة الثامن).
وهكذا، فإن الدول الأفريقية الخمس الأكثر تمثيلا في مدارس الهندسة الفرنسية يبلغ مجموعها 13252 طالبا، أو أكثر من 45% من مجموع الطلاب الأجانب الذين يتابعون دراستهم في هذه المؤسسات الشهيرة.
وينطبق الشيء نفسه على مدارس التجارة الفرنسية، وهي أيضا من بين المدارس الأكثر شهرة في العالم، بعد المعاهد الأنجلوسكسونية. وفي هذا الصدد، إذا كانت الصين هي الأكثر تمثيلا على مستوى هذه المؤسسات بـ8.337 طالبا، فإنها تليها مباشرة المغرب بـ8.058 طالبا، لتحتل بفارق كبير المرتبة الأولى على مستوى القارة الإفريقية، بحصة تبلغ 14% من مجموع الطلاب الأجانب المسجلين في هذه المدارس.
ويأتي الكاميرونيون في المركز الثاني بـ2333 طالبا، متقدمين على الجزائر (2073) والإيفواريين (2010) والتونسيين (1509).
| البلدان | عدد الطلبة | النسبة / التصنيف العالمي | التصنيف الإفريقي | التصنيف العالمي |
|---|---|---|---|---|
| المغرب | 6.110 | 21% | الـ1 | الـ1 |
| الكامرون | 1.756 | 6% | الـ2 | الـ3 |
| تونس | 1.694 | 5,80% | الـ3 | الـ4 |
| السنغال | 1.034 | 3,53% | الـ4 | الـ7 |
| الجزائر | 944 | 3,22% | الـ5 | الـ8 |
| العالم | 29.314 | 100% | - | - |
وهكذا، فإن 31.40 % من الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراستهم العليا في فرنسا مسجلون في مدارس الهندسة والتجارة. تفعل الكاميرون أفضل بكثير حيث يتابع 42 % من طلابها في فرنسا دراستهم في الهندسة والتجارة.
