الجبل البركاني، الواقع على الحدود بين مقاطعتي جاوة الوسطى ويوجياكرتا في إندونيسيا، يبعد بنحو 1817 كلم من مضيق ملقا، وهو ممر مائي في جنوب شرق آسيا، بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة الإندونيسية، تسافر عبره 90 ألف سفينة سنويا، تحمل الحبوب والنفط الخام ومختلف أنواع السلع. بالتالي ثوران هذا البركان قد يتسب في انهيار الاقتصاد العالمي، والتأثير على درجات الحرارة، ونقص الغذاء العالمي.
وكان آخر انفجار مدمر لجبل ميرابي، عام 1006، حيث قضى على المملكة الهندوسية التي كانت تعيش في وسط جاوة بأكملها، فيما كان آخر ثوران كبير للبركان عام 2010، مما أدى إلى ارتفاع عمود من الرماد البركاني لأكثر من ألفي قدم فوق فوهة البركان، وقتل 353 شخصا.
وحسب ما ورد في تقرير لفريق جامعة كامبريدج، حول السيناريوهات المحتملة لما سيحدث إذا "استيقظ جبل ميرابي"، فستكون هناك سحابة من الرماد على ارتفاع نحو 34 كلم فوق الممر المائي "ملقا"، الذي يخدم 40 في المائة من التجارة العالمية، إلى جانب تغطية الأرض بـ"شتاء بركاني" لمدة 3 سنوات.
وستنتقل سحابة الرماد على بعد كيلومترات من البركان إلى مطارات مختلفة في جميع أنحاء إندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، مما يوقف جميع أنشطة الطيران في منطقة تعد واحدة من أكثر المجالات الجوية ازدحاما بالعالم. بالتالي توقف السياحة في جميع البلدان، مما يعني خسارة مليارات الدولارات، كون السياحة وحدها توفر لإندونيسيا 3.35 مليار دولار.
وتوقع التقرير، تسجيل انخفاض كبير في درجة الحرارة، سيؤدي إلى نقص الغذاء العالمي والتضخم والاضطرابات المناخية، مما سيكلف العالم حوالي 2.51 تريليون دولار.
وفق خبراء جامعة كامبريدج، فإن متوسط درجات الحرارة العالمية سينخفض بمقدار درجة مئوية واحدة لمدة تصل إلى 3 سنوات.
وسيشهد العالم، أنماط هطول أمطار غير متوقعة، ودرجات حرارة منخفضة بشكل غير عادي في فصل الصيف، مما سيتسبب في حدوث تلف هائل في المحاصيل الزراعية في جميع أنحاء العالم.
نتيجة لذلك، سترتفع أسعار المواد الغذائية وسيزيد التضخم العالمي في أشهر الصيف من العام الثاني.
ولفت الخبراء، إلى أنه "لا يمكن فعل أي شيء لمنع الكوارث الطبيعية من الوصول إلى مضيق ملقا، لكن هناك طرقا ممكنة لإرسال أنظمة إنذار مبكر وإشارات لتحذير الناس من كارثة وشيكة".
يذكر أن هذه المنطقة نشطة للغاية من الناحية البركانية، حيث توجد العديد من المراكز البركانية على طول الأرخبيل الإندونيسي، مثل جبل سينابونغ وجبل توبا في سومطرة، وجبل ميرابي في جاوة الوسطى.