مباشرة بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني المغربي ونظيره الإسباني، اهتزت المقاهي والشوارع فرحا في مختلف العواصم والمدن في العالم العربي، حيث خرج الأطفال والشباب والشياب للاحتفال بإنجاز "أسود الأطلس" في المونديال، الذي يعد الأول من نوعه عربيا.
فلسطين وسوريا واليمن والسودان والعراق، وعلى غرار دول عربية أخرى خرج مواطنوها للتعبير عن سعادتهم وفرحهم بانتصار المنتخب المغربي على إسبانيا، رغم ما تعانيه هذه الدول من ويلات الحروب ومآسي اجتماعية واقتصادية، حيث أن أبناء وليد الركراكي منحوا جرعة من الفرح والأمل لكافة البلدان العربية؛ كون أن المستحيل ليس مغربيا، وأن الإصرار وروح الجماعة بإمكانهما اجتياز وتخطي الصعوبات والمطبات الصعبة.
وفي مشاهد قل نظيرها، أجواء من الفرح الصادق ومشاعر حبور جياشة غمرت الشوارع وسيطرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، موحدة الشعبين،بعد الفوز الذي حققه المنتخب المغربي على نظيره الإسباني في مونديال قطر.
أسر يهودية عديدة تجمعت في منازل لمشاهدة المباراة هاتفة بالمغرب وبحبه وحولت فرحها صدحا بالموسيقى المغربية كما زينت منازلها بالأعلام الوطنية. وفي مدينة غزة احتشد المئات من المتفرجين في قاعة وسط المدينة لمشاهدة المباراة، رافعين الأعلام المغربية هاتفين بالنصر قبل أن يخرجوا فرحا للشوارع احتفالا بتأهل الأسود.
وفي عاصمة العشق جنيف، تعالت الأصوات على الرصيف المقابل لمحطة "كورنافان"، القلب النابض لحركة النقل العمومي عبر مختلف مفاصل جنيف، ولكل الاتجاهات الذاهبة والوافدة اليها. بلا موعد مسبق، يتضخم الجمع حتى يكاد يخلو المكان لعشرات يصبحون مئات من المغاربة الذين ظلوا يتدفقون على المكان تلبية لعطش الاحتفال بالإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في "الثلاثاء العظيمة".
فمن كل الأعمار، إناثا وذكورا، غادروا البيوت والمقاهي ليتقاسموا تحت أضواء المدينة العالمية فرحة الإنجاز غير المسبوق في المحفل الكروي المونديالي الذي كرس حقيقة متنامية حول البعد الجماهيري للعبة كرة القدم ووزنها في تجديد شريان اللحمة الجماعية والاحتفاء بتحرير الطاقات الوطنية على العشب الأخضر.
وفي تايمز سكوير بقلب نيويورك، بدت الأمور طبيعية في نهاية يوم عمل عادي. السياح يلتقطون صورا تذكارية تخليدا لمرورهم بالساحة الشهيرة، فيما يطالع البعض الآخر واجهات محلات العلامات التجارية الكبرى بحثا عن منتجهم المفضل. إلا أنه على الساعة السابعة مساء، وبشكل مفاجئ، تتغير الأجواء، لتكتسي طابعا احتفاليا بحلول "موجة" من المشجعين المغاربة، الذين ضربوا موعدا، في هذه الساحة الرمزية للمدينة الأمريكية، للاحتفال بالتأهل التاريخي والمستحق لأسود الأطلس.
وتعقد الجماهير المغربية والعربية الأمل على العناصر الوطنية للاستمرار في درب "الحلم المونديالي" وهزم الخصوم واحدا تلو الآخر. ولم لا رفع كأس العالم باسم إفريقيا والعرب، لا سيما وأن المغرب بات لا يفصله عن ذلك سوى ثلاث مباريات في الأدوار النهائية.
للإشار، فإن "أسود الأطلس" تفوقوا على "الثيران" الإسبانية في مباراة ملحمية، الثلاثاء 6 دجنبر 2022، في مواجهة برسم دور ثمن النهائي ليتأهلو بذلك إلى دور الثمانية الكبار من منافسات كأس العالم قطر 2022.
