وتحكم إليزابيث الثانية، البالغة من العمر 96 عاما، منذ أكثر من 70 عاما، وتعد الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمرا بين ملوك العالم.
وتعاني الملكة مما وصفها قصر باكنغهام بـ"مشكلات عرضية في الحركة" منذ نهاية العام الماضي، حيث اضطرت إلى تقليص ارتباطاتها العامة منذ ذلك الحين.
بمجرد وفاة الملكة يجري تفعيل "عملية جسر لندن"، وهو الاسم الرمزي لخطة مفصلة للغاية يتم وضعها منذ لحظة وفاتها ولغاية الأيام والأسابيع التي تلي ذلك.
وفي شتنبر من العام الماضي، تسربت تفاصيل "عملية جسر لندن"، وهو ما أثار غضب الحكومة ودفعها إلى فتح تحقيق.
سيكون رئيس/رئيسة الوزراء من أوائل الأشخاص الذين يتم إبلاغهم بوفاة الملكة، ويتم تسليم الرسالة من قبل السكرتير الخاص للملكة وإرسالها إلى أعضاء مكتب مجلس الملكة الخاص.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس التقت يوم الثلاثاء الماضي بالملكة إليزابيث الثانية في قصر بالمورال في إسكتلندا في مستهل مهمتها الجديدة على رأس الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون.
لكن إجراءات القصر الملكي اليوم الخميس توحي أن صحة الملكة تراجعت خلال الساعات الأخيرة.
وعند إعلان وفاة الملكة وفي غضون دقائق، سيتم إبلاغ 15 حكومة خارج المملكة المتحدة، تتزعمها الملكة، وسيتبع ذلك 36 دولة وزعماء دول الكومنولث الأخرى حول العالم، وفقا لموقع "بزنس إنسايدر بريطانيا".
يتم بعدها وضع شارات بحواف سوداء على أبواب قصر باكنغهام، وفي الوقت نفسه يتم إرسال رسالة عاجلة لوسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
وأيضا ستتوقف جميع عروض وبرامج تلفزيون "بي بي سي" الحكومي ويكتفي ببث مواجيز للأخبار، على أن يرتدي المذيعون بدلات وملابس سوداء، وكذلك يتغير شعار القناة من اللون الأحمر التقليدي للون الأسود.
يجري أيضا تنكيس للأعلام وتقرع الأجراس في الكنائس في جميع أنحاء البلاد، ومن المحتمل أيضا تعطيل الأعمال التجارية وإغلاق المسارح وإلغاء بعض الأحداث الرياضية.
يبدأ الناس في التجمع خارج قصر باكنغهام حيث تدخل الأمة فترة حداد لمدة عشرة أيام قبل الجنازة.
تشير التقديرات إلى أن الجنازة ستقام بعد 10 إلى 12 يوما من وفاة الملكة، حيث يُنقل النعش في موكب عسكري من قصر باكنغهام إلى قاعة وستمنستر حيت تقدم التعازي.
بعدها تفتح الأبواب أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين يصطفون في طوابير في الخارج لحضور التأبين.
بعد القداس، سيُنقل التابوت إلى قلعة وندسور ثم أخيرا إلى كنيسة القديس جورج، حيث من المحتمل أن تدفن الملكة إليزابيث الثانية بجوار والدها الملك جورج السادس.
فور وفاة الملكة، يصبح الأمير تشارلز، أكبر أبناء الملكة، ملكا تلقائيا، بينما ستصبح زوجته كاميلا ملكة، وفقا لصحيفة "توداي".
يلتقي مجلس الملكة الخاص بمجلس ارتقاء العرش، وهو هيئة احتفالية تجتمع في قصر سانت جيمس عند وفاة الملكة، في اليوم التالي ليعلنون رسميا تشارلز ملكا لإنكلترا.
في اليوم ذاته يلقي تشارلز أول خطاب رسمي له بصفته ملكا، وبعد ذلك يجري جولة في المملكة المتحدة تشمل أسكتلندا وإيرلندا وويلز، قبل العودة إلى لندن.
من المرجح أن يتأخر تتويج تشارلز لعدة أشهر وربما عاما كاملا لإتاحة وقت للحداد من جهة والتحضير للحفل من جهة ثانية.
يُسمح لملوك بريطانيا باختيار اسم جديد عند توليهم العرش، لكن هناك احتمالات أن يحتفظ تشارلز باسمه ويصبح الملك تشارلز الثالث.
تقدر تكلفة الوفاة، الناجمة عن تعطل الأسواق ونفقات الجنازة واحتفالات التتويج بملايين الدولارات.
بالإضافة إلى ذلك، ستحدث مئات التغييرات في جميع أنحاء المملكة المتحدة في الأشهر القادمة، حيث ستتم طباعة العملة البريطانية الجديدة مع صورة الملك وإزالة عملة الملكة ببطء من الاستخدام.
وسيحدث الشيء نفسه بالنسبة للطوابع وجوازات السفر والزي الرسمي للشرطة والجيش، وسيتغير النشيد الوطني إلى "حفظ الله الملك" بدلا من "حفظ الله الملكة".