وفي هذا الصدد، أصبحت مدينة هانوفر الألمانية أول مدينة تقطع الماء الساخن بسبب أزمة الغاز الروسية، إذ ستوقف المدينة الألمانية التدفئة، وتتحول إلى الماء البارد في حمامات السباحة العامة والمراكز الرياضية لخفض استخدام الطاقة بنسبة 15%.
وفي برلين، أُطفِئت الأنوار في 200 مبنى عام، بما في ذلك بوابة براندنبورغ وكاتدرائية برلين، بينما تفكر كولونيا في إطفاء إنارة كاتدرائيتها، كما حذّرت الحكومة الأُسر من أنَّ الرسوم الإضافية المُخطَطة للغاز على العملاء قد تكون أعلى بكثير مما كان متوقعاً؛ لحماية شركات الطاقة من الإفلاس.
رئيس بلدية هانوفر، بيليت أوناي، قال نقلاً عن صحيفة The Times البريطانية : "تقع على عاتقنا مسؤولية، ويجب أن نتولى زمام المبادرة".
ولن تزيد درجة تدفئة المباني العامة عن 20 درجة مئوية هذا الشتاء، بحد أقصى 10 درجات مئوية إلى 15 درجة مئوية للغرف الفنية وغرف التخزين. كما تفرض المدن في جميع أنحاء ألمانيا تدابير لتوفير الطاقة للحفاظ على الإمدادات خلال فصل الشتاء بعد أن خفّضت روسيا إمدادات الغاز.
إذ قال وزير الاقتصاد،روبرت هابيك: "لا يمكننا القول بعد كم سيكلف الغاز في نوفمبر، لكن النبأ المرير هو بالتأكيد بضع مئات من اليورو لكل أسرة". وذكرت بعض التقارير أنَّ الضريبة قد تكلف العائلات 500 يورو إضافية في السنة.
فيما قالت بيتينا جاراش، من حزب الخُضر، وزيرة البيئة الإقليمية في برلين: "في ضوء الحرب ضد أوكرانيا وتهديدات سياسة الطاقة الروسية، من المهم التعامل مع طاقتنا بأكبر قدر ممكن من الحذر. وهذا ينطبق تحديداً على القطاع العام".
ويأتي هذا بعد أن طلبت السلطات الألمانية من العائلات الاستعداد لاحتمال تقييد استخدام المياه الساخنة، وذلك في حالة نقص الغاز الطبيعي هذا الشتاء، على وقع تفاقم الغاز في ألمانيا، بسبب الخلافات مع روسيا.
كانت روسيا قد خفّضت بالفعل صادراتها إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" -وهو خط الغاز الرئيسي بين البلدين- بنحو 60%.
يرى المسؤولون الألمان أن هذه هي أول مرحلة من خطة استخدام الطاقة سلاحاً لابتزاز برلين، وبث الانقسام في أوروبا.
في غضون ذلك، تسعى السلطات الألمانية حثيثاً لزيادة احتياطيها من الغاز إلى ما لا يقل عن 90% من احتياجاتها من الطاقة قبل الشتاء، تحسباً لشهور من نقص الإمدادات.



