النظام الجزائري يفشل في استعراضه العسكري

استعراض الجيش الجزائري بمناسبة 5 يوليوز

استعراض الجيش الجزائري بمناسبة 5 يوليوز . DR

في 09/07/2022 على الساعة 09:58

الاستعراض العسكري للجيش الجزائري، بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال البلاد، الذي طبل له لأسابيع على أنه سيكون حدثا ضخما، لم يرق في نهاية الأمر إلى مستوى الانتظارات. فقد أساء إلى هذا الاستعراض غياب الجماهير وبشكل خاص غياب الأسلحة المتطورة، التي غالبا ما تتباهى بها الآلة الدعائية للنظام.

منذ قرابة 38 عاما لم يشاهد الجزائريون استعراضا عسكريا بمناسبة عيد وطنية. يعود آخر استعراض عسكري في البلاد إلى فاتح نونبر 1984. وكان من الضروري الانتظار حتى يوم الثلاثاء 5 يوليوز 2022 لرؤية الجيش الجزائري يقوم مرة أخرى باستعراض في سياق خاص يتميز بالانقسام الحاد بين الجنرالات والشعب، ولكن أيضا بسبب التوترات القوية بين الجزائر وجوارها المباشر.

وقد قدمت الصحافة الرسمية الجزائرية هذا الاستعراض على أنه استعراض للقوة يهدف إلى توجيه "رسائل واضحة إلى الداخل والخارج".

على المستوى الداخلي، قاطع الجزائريون بشكل مكثف هذا الاستعراض العسكري، حيث لم تحضر سوى العائلات المنتقاة بعناية وتحت المراقبة المشددة. "المواطنون الآتون من مختلف مناطق الولاية (الجزائر) والولايات المجاورة توافدوا في عملية تنظيم محكم سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية"، بحسب ما كتبته الوكالة الدعائية الرسمية للنظام الجزائري.

أما بخصوص الاستعراض العسكري نفسه، فقد كان مخيبا للآمال، لدرجة أنه أخرس الأبواق الدعائية المتحمسة وأدخل الشك حتى في نفوس المعلقين المدافعين بكل حماسة عن الجيش الجزائري الذين طرحوا، جميعهم، أسئلة كثيرة. أين ذهبت الأسلحة المتطورة التي يفترض أن الجزائر اشترتها؟ أين ذهبت بلايين الدولارات التي تنفق كل سنة لشراء الأسلحة؟

الإجابة على هذه الأسئلة بديهية عندما نعلم أن اللواء عبد القادر لشخم، الذي كان يشغل في السابق منصب المدير المركزي للإشارة وأنظمة المعلومات بوزارة الدفاع الوطني الجزائرية، مسجون منذ مارس 2021 لاختلاسه حوالي 2 مليار دولار.

من جهته، لم يخف موقع "menadefense.net" خيبة أمله على الرغم من أنه مقرب جدا من الجيش الجزائري. وسرد عددا كبيرا من الإخفاقات في الاستعراض العسكري ليوم 5 يوليوز، مشيرا إلى أن أكبر الانتقادات، من بين أمور أخرى، "في ما يتعلق بالاستعراض نفسه، هي الغياب: لا صواريخ إسكندر الباليستية ولا صواريخ YJ-21 الأسرع من الصوت ولا مدرعات بوكسر ولا طائرات بدون طيار من نوع سيكير و يبهون يونايتد 40 وفلاش ولا طائرات بدون طيار من نوع CH-3 وCH-5". ماعدا، يضيف الموقع ذاته، إذا كان "الجيش الوطني الشعبي قد ارتأى أن يترك كل هذه المعدات والأسلحة وغيرها في المرائب". وهو أمر بعيد الاحتمال، لأن الثنائي تبون- شنقريحة أرادا أن يجعلا من هذا الاستعراض سلاح ردع وإرهاب اتجاه دول الجوار وخاصة المغرب. خاب هذا الهدف، لأن الأمر يتعلق بجيش يسير عكس التقدم والابتكار والتقنيات الجديدة وقام باستعراض في شارع ضيق للغاية بمعدات تقليدية للغاية وبعضها عفا عليه الزمن. وقد لخص خبير عسكري في تصريح لـLe360، هذا الفشل الذريع الذي ستكون له بالتأكيد عواقب: "إذا سعى النظام الجزائري، من خلال هذا الاستعراض، إلى إظهار قوة عسكرية رادعة، فقد أظهر في الحقيقة جيشا بمعدات عفا عليها الزمن وسيء التنظيم وبدون شك غير مهيأ لصراع حتى لو كان متوسط الشدة".

كل هذه الإخفاقات تكشف أكاذيب والوعود العرقوبية للسلطة الجزائرية، التي تحاول بالتالي إخفاء ممارسات المافيوية وفسادها في تدبير ميزانية ضخمة للجيش.

ولكن هذا لم يمنع، عند كل مرور لطائرة أو دبابة أو شاحنة قديمة تحمل صواريخ، من سماع معلق التلفزيون الجزائري العام يقول إن هذا هو السلاح الأكثر تدميرا "لقوات وعتاد العدو". لكن هذا الاستعراض للجيش الجزائري لا يمكنه أن يخيف أي عدو.

في النهاية، تابع رجل واحد فقط بكل اهتمام استعراض الجيش الجزائري: زعيم البوليساريو الذي دعاه تبون إلى المنصة الشرفية. لا بد أنه قال لنفسه إنه في النهاية سيتقاسم الجنرالات الجزائريون مع جبهة البوليساريو معظم الآليات التي بحوزتهم.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 09/07/2022 على الساعة 09:58