فيروس كورونا.. السلطات الصينية تفرض إغلاقا على نحو 30 مليون شخص

DR

في 15/03/2022 على الساعة 21:30

فرضت السلطات الصينية، الثلاثاء، إغلاقا يشمل حوالى 30 مليون شخص في أنحاء البلاد، وعادت عمليات الفحص الواسعة، ومشاهد المسؤولين الصحيين بالبدلات الواقية في شوارع المدن.

وأعلنت الصين، الثلاثاء، تسجيل 5280 إصابة جديدة بفيروس كورونا، أي أكثر من ضعف عدد الإصابات المسجّلة في اليوم السابق، في وقت يتفشى المتحور أوميكرون في أنحاء البلد الذي اتّبع نهجا متشددا قائما على "صفر إصابات كوفيد-19".

وباتت 13 مدينة على الأقل خاضعة لإغلاق شامل، الثلاثاء، بينما فرضت تدابير إغلاق جزئية على عدد من المدن الأخرى.

انتابني الذعر

وكانت مقاطعة جيلين (شمال شرق) الأكثر تضررا حيث وصلت الإصابات إلى أكثر من ثلاثة آلاف، وفق لجنة الصحة الوطنية.

ويخضع سكان عدة مدن بما فيها عاصمة المقاطعة تشانغتشون، والتي تعد تسعة ملايين نسمة إلى أوامر عزل منزلي.

وأما مدينة شنجن التي تعد مركزا للتكنولوجيا في جنوب البلاد وتعد 17,5 مليون نسمة، فتخضع لقيود منذ ثلاثة أيام أغلقت بموجبها العديد من المصانع فيما باتت رفوف المتاجر خالية تقريبا.

في الأثناء، فرضت السلطات قيودا على شنغهاي، كبرى المدن الصينية، لكن من دون إغلاق المدينة كاملة.

وتعيد مشاهد الأحياء المغلقة وتهافت السكان على شراء المستلزمات وتطويق الشرطة مناطق معيّنة إلى الذاكرة، المراحل الأولى من الوباء، الذي ظهر في الصين أواخر العام 2019 قبل أن تتراجع حدّته في معظم أنحاء العالم.

وقالت مديرة المشاريع ماري يو (34 عاما) بعدما خضعت لحجر صحي في المنزل مدّته 21 يوما مع والدتها وطفلها البالغ ثلاث سنوات، إنها أجبرت على عزل نفسها مجددا بعدما تم الكشف عن إصابات بالفيروس مرتبطة بساحة ألعاب زارتها.

وأفادت في تصريح لوكالة فرانس برس: "انتابني الذعر عندما اتصل المسؤولون الصحيون.. خشيت من أن يقوموا بنقلنا إلى فندق للحجر الصحي".

وأضافت: "لكنهم هذه المرة يتركون الناس ليعزلوا أنفسهم في منازلهم. هذا أمر مريح جدا".

وأعرب سكان آخرون في المدينة عن سخطهم من تفشي الوباء في الصين، في وقت تحاول معظم دول العالم العودة إلى حياتها الطبيعية.

وقال أحد سكان بكين الذي عرّف عن نفسه باسم يان "كانت القيود مفيدة في السابق.. والآن بدأت مجددا، متى سينتهي ذلك؟".

تداعيات اقتصادية

وكان الثلاثاء سادس يوم على التوالي تسجّل فيه أكثر من ألف إصابة جديدة في ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.

ويتوقّع الخبراء بأن يؤثر الأمر على النمو. وقال تومي وو من "أكسفورد إيكونوميكس" إن "تجدد القيود، خصوصا الإغلاق في شنجن، سيؤثر على الاستهلاك ويؤدي إلى اضطراب في الإمدادات على الأمد القريب".

وأضاف أن الأمر سيشكّل "تحديا" للصين لبلوغ هدفها في نمو إجمالي ناتجها الداخلي للعام والذي تم تحديده رسميا بحوالى 5,5 في المائة.

وتراجعت الأسهم في بورصة هونغ كونغ بأكثر من ستة في المائة، الثلاثاء، لتتفاقم خسائر اليوم السابق المرتبطة بقطاع التكنولوجيا.

وقال المحلل لدى مصرف ANZ ريموند يونغ في مذكرة بحثية إن "التقييد الجزئي لمقاطعات ثرية في جنوب وشرق الصين مقلق إذ أنها تساهم في نصف الناتج الإجمالي الداخلي للبلاد وسكانها".

وألغيت عشرات الرحلات الداخلية في مطارات بكين وشنغهاي صباح الثلاثاء، وفق بيانات تعقّب الرحلات.

كما أدى تفشي الفيروس في مصانع تابعة لمجموعة "فولكسفاغن" في مدينة تشانغتشون في جيلين إلى إغلاق ثلاثة مواقع لمدة ثلاثة أيام على الأقل.

ولفت كبير خبراء الصحة في الصين جانغ ويهونغ إلى احتمال تخفيف استراتيجية "صفر إصابات كوفيد-19" في مواجهة المتحورة أوميكرون. لكنه حذّر من أن تخفيف الفحوص واسعة النطاق وتدابير الإغلاق سيكون مستحيلا على الأمد القصير.

وتعهّد محافظ جيلين القيام بكل ما يلزم "للوصول إلى صفر إصابات كوفيد-19 في غضون أسبوع"، وذلك خلال اجتماع طارئ عقد ليل الاثنين، وفق ما أعلنت عنه وسائل إعلام رسمية.

تحرير من طرف Le360 / وكالات
في 15/03/2022 على الساعة 21:30