ووصل عناصر الإنقاذ إلى الطفل حيدر، صباح الجمعة، بعد عمل متواصل طوال ليل الخميس الجمعة لمحاولة الوصول إليه، حيث الأرض الصخرية الوعرة تعرقل تقدمهم، وفق ما ذكر مصدر في الشرطة.
وسقط الطفل الأفغاني حيدر الثلاثاء في قاع هذه البئر الترابية في قرية شوكاك بولاية زابل على بعد 400 كيلومتر جنوب غرب العاصمة كابول.
ويذكّر الحادث بما حدث مطلع الشهر الجاري في المغرب، حيث سقط الطفل ريان (خمس سنوات) في قاع بئر جافة وعُثر عليه ميتاً بعد خمسة أيام من جهود شاقة بذلتها فرق الإنقاذ، في حادثة أثارت تعاطفاً كبيراً في المغرب والعالم.
وصرّح المتحدث باسم شرطة زابل ذبيح الله جوهر لوكالة "فرانس برس" أنّ "عملية الانقاذ استمرت طوال الليل".
وأضاف أنّ "فريق الإنقاذ واجه عقبة جديدة هي صخرة منعته من الحفر بشكل أعمق. نخشى أن يتساقط الغبار على الصبي وسنفقده بذلك على الأرجح، لذلك نعمل بحذر".
وقال الحاج عبد الهادي (50 عاماً)، جدّ حيدر، لوكالة "فرانس برس"، إنّ الطفل سقط في الحفرة بينما كان يحاول "مساعدة" راشدين على حفر بئر جديدة في هذه القرية التي تعاني من الجفاف.
وذكرت مصادر رسمية أنّ الطفل انزلق في هذه البئر التي يبلغ عمقها 25 متراً ثم تم سحبه بواسطة حبل إلى عمق حوالى عشرة أمتار حيث علق.
ويشرف مبعوثون من حكومة "طالبان" على عمليات الإغاثة أمام مئات من السكان المحليين.
ونشر مسؤولون في "طالبان" مقاطع فيديو لعمليات الإغاثة تشيد بجهود النظام الجديد الذي يواجه انتقادات حادة بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان، في الاهتمام بكل مواطن في البلاد.
وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، في رسالة بالفيديو أرسلها لوسائل الإعلام، إنّ "الطفل على قيد الحياة حاليّاً". وأضاف أنّ عناصر الإنقاذ يستخدمون الفؤوس مع اقترابهم من مكان الطفل حتى لا يسبّبوا اهتزازات كبيرة للأرض.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي الصبي الذي يرتدي سترة زرقاء عالقاً في وضع الجلوس في البئر يسند كتفيه على الحائط ويمكنه بشكل واضح تحريك ذراعيه والجزء العلوي من جسمه.
وفتحت الجرافات خندقاً كبيراً مائلاً في الأرض لمحاولة الوصول إلى المكان الذي علق فيه الطفل، غير أن القصة انتهت على شاكلة مأساة الطفل ريان المغربي، مخلفة حزنا عميقا في نفوس متتبعي الواقعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.