وكانت بريطانيا أول بلد أعلن عن إغلاق حدوده أمام المسافرين الوافدين من جنوب إفريقيا، بمجرد اكتشاف المتحور الجديد من قبل السلطات الصحية لهذا البلد. وردت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا على الفور، على هذا القرار، واصفة إياه بـ"المتسرع"، مبرزة أن قلق البلاد الفوري "هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بالصناعات السياحية وبالشركات".
وبدورها قررت كل من إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا وسنغافورة، بالإضافة إلى دول أخرى عبر العالم، تعليق دخول المسافرين القادمين من جنوب إفريقيا وأيضا من بوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وملاوي.
من جهته، انتقد وزير الصحة في جنوب إفريقيا هذه القرارات، مبرزا أن حظر السفر المفروض على بلاده يعد سابقا لأوانه، وأنه لا يتماشى مع قواعد ومعايير منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس سيريل رامافوزا إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني للقيادة ضد فيروس كورونا، أمس السبت، لبحث تطورات الأوضاع الصحية في أعقاب ظهور إصابات بالمتغير الجديد "أوميكرون"، فضلا عن ارتفاع عدد حالات الإصابات الجديدة بالفيروس، ولا سيما في إقليم غوتنغ.
ووصفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد لكوفيد-19 بأنها "مقلقة"، وأنها "تمثل خطرا متزايدا للإصابة مرة أخرى"، حيث وصلت بالفعل إلى آسيا وأوروبا بتسجيل حالة واحدة في هونغ كونغ وأخرى في بلجيكا.
من جهتها، أوضحت ماريا فان كيركهوف، كبيرة الخبراء التقنيين لدى منظمة الصحة العالمية في مكافحة كوفيد-19، أن العلماء في جنوب إفريقيا وحول العالم يكثفون جهودهم لفهم خصائصه واحتواء انتشاره.
وقالت فان كيركوف: "بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، وخاصة من جنوب إفريقيا، فإن هذا المتحور له عدد كبير من الطفرات، وبعضها لها خصائص مثيرة للقلق".
وكان "المعهد الوطني الجنوب إفريقي للأمراض المعدية" قد أعلن عن رصد 22 حالة إصابة بالسلالة الجديدة "B.1.1.529"، حيث تم رصد الحالة الأولى في بوتسوانا.