ففي إحدى الصفحات التي يتابعها مئات الآلاف من نشطاء "الفيسبوك" بالجزائر، انهالت السخرية على منشور بعنوان "لك الله يا جزائر"، يوضح السلاسل والطوابير البشرية للمواطنين الجزائرين في انتظار الحصول على مواد أساسية، كالحليب والزيت والماء والدقيق، إضافة إلى أزمة السيولة المالية، وهو المنشور الذي لاقى تفاعلا كبيرا وانتقاذات قوية للطغمة العسكرية الحاكمة الفعلية للبلاد.
وفي هذا السياق، عبَّر أحد المعلقين بتهكم واضح عن شكره لكون الطغمة المتحكمة في مقاليد البلاد لا تملك التحكم في الأوكسجين، وإلا لكانت هناك سلاسل حول القبور، في إشارة منه إلى نفاذ الأوكسجين نتيجة سياسة الحاكمين للبلاد كنفاذ الماء والزيت وغيرهما، في مقابل ذلك استهزئ العديد من المعلقين بعبارة "الجزائر الجديدة" التي طالما رددها الرئيس تبون في خطاباته، مؤكدين أن خيرات البلاد يصرفها عسكر الجزائر على عصابة البوليساريو، أو كما سمّاها أحدهم "البوليخاريو".
وتعيش الجارة الشرقية منذ عدة سنوات على وقع أزمات خانقة، بالرغم من توفرها على مؤهلات طبيعية وطاقية هامة من البترول والغاز الطبيعي، جراء سياسة عسكر الجزائر، التي تهدر إمكانيات البلاد على شراء الأسلحة وإغداق الأموال على ما يسمى جبهة البوليزاريو، وهو الأمر الذي دفع إلى انفجار الوضع بشكل غير مسبوق، نتج عنه حراك شعبي سلمي مستمر منذ أزيد من سنة ونصف، يطالب برحيل ما يسميه الشعب الجزائري، "العصابة" التي تحكم البلاد منذ استقلال البلاد في ستينيات القرن الماضي، وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية، وتضخم اقتصادي خطير جدا، أثر على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري.
وفي هذا الإطار، علّق أحد النشطاء أن تبون والطغمة الحاكمة أرجعت البلاد ثلاثين سنة إلى الوراء، وأصبح الوضع زمن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أرحم بكثير من الوضع الحالي، متهكما على كل من صدق الوعود الكاذبة للرئيس تبون وشارك في الانتخابات المختلفة التي جرت منذ اندلاع الحراك الشعبي، سواء المصادقة على الدستور أو الرئاسية أو التشريعية، التي جرت قبل أيام وعرفت عزوفا ومقاطعة قياسية، حيث لم تتعد نسبة المشاركة 10%.
وحسب متابعين للشأن الجزائري، فأزمات الجزائر تأتي في وقت يصر تبون ومن يحركه على تجاهلها التام، وذلك بمحاولات مستمرة وبئيسة لتصدير هذه الأزمات نحو الجار الغربي المغرب، عبر استمرار الحديث عن ما يسميه حكام الجزائر "تصفية الاستعمار" بالصحراء المغربية، عبر لقاء ات تلفزيونية أو تصريحات صحفية، آخرها عبر قناة الجزيرة، أو عبر زيارات رسمية لبلدان أوربية أو عالمية، آخرها زيارة رئيس الأركان الجزائري شنقريحة لروسيا، وهو الأمر الذي يندد به المواطن الجزائري، معتبرين أن ما يسمى "البوليساريو" ليست قضية جزائرية.