ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أودى الفيروس بحياة 2200 طفل تحت سن الـ5 أعوام، في البرازيل، منذ بدء الجائحة، وهو رقم ضخم مقارنة ببقية العالم، وتضمنت الإحصائية "المخيفة"، وفاة أكثر من 1600 طفل رضيع عمره أقل من عام واحد.
ويتفق الخبراء في البرازيل وأوروبا والولايات المتحدة على أن عدد وفيات الأطفال بسبب فيروس كورونا في البرازيل يبدو مرتفعا بشكل ملفت.
وقال شون أوليري، نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وأخصائي أمراض الأطفال المعدية في جامعة كولورادو، إن "هذه الأرقام صادمة"، وإنها أعلى بكثير مما رآه في الولايات المتحدة.
ولا يوجد دليل متاح على تأثير متغيرات الفيروس - التي يقول العلماء إنها تؤدي إلى حالات أكثر خطورة من كوفيد-19 في الشباب والبالغين الأصحاء وتؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات في البرازيل - على الرضع والأطفال.
وأكدت فاطمة مارينيو، طبيبة الأوبئة بجامعة ساو باولو البرازيلية، إن عدم توفر الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب للأطفال بمجرد إصابتهم بالفيروس، هو السبب المرجح لارتفاع وفيات الأطفال، وسبق أن أكد الخبراء في الولايات المتحدة وأوروبا، أن العلاج المبكر كان أساسيا في تعافي الأطفال المصابين بالفيروس.
وقالت مارينيو: "لا يتم فحص الأطفال.. يتم طردهم من المستشفيات، وعندما يعود هؤلاء الأطفال في حالة سيئة جدا، يبدأ الطبيب بفحوصات كورونا، التي تكون متأخرة أحيانا".
ومن ناحيتها، أشارت الطبيبة لارا شايكرديميان، التي تعمل في مستشفى بولاية تكساس الأميركية، أن الإجراءات البسيطة التي تتخذ لعلاج الأطفال المصابين، والتي عادة ما تجنبهم تفاقم الإصابة بكورونا، لا تتوفر في دول مثل البرازيل، بسبب الاهتمام بحالات كبار السن.
ومن جهة أخرى، وجدت دراسة نشرت في دورية "الأمراض المعدية" في يناير، أن الأطفال في البرازيل وأربعة بلدان أخرى في أميركا اللاتينية أصيبوا بأنواع "أكثر حدة" من فيروس كورونا، كما أصيبوا بالمزيد من حالات الالتهاب الشديد الناتج عن الإصابة بكورونا، مقارنة ببيانات من الصين وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وحتى قبل أن تتفشى جائحة كورونا، كان ملايين البرازيليين الذين يعيشون في مناطق فقيرة، يعانون من محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
وفي الأشهر الأخيرة، أثقل النظام الصحي البرازيلي تدفق أعداد كبيرة من المرضى إلى وحدات الرعاية الحرجة، مما أدى إلى نقص كبير في الأسرة.