إذا كان النظام الجزائري ينتظر أن يقلل شهر رمضان من حماسة المتظاهرين، فقد خاب مسعاه. والدليل هو يوم الجمعة 16 أبريل، الذي يصادف الجمعة الـ113 من تظاهرات الحراك، إذ أنه لا الطقس السيئ ولا الصيام يمكنهما أن يحدا من إصرار الجزائريين على طي صفحة النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ عام 1962.
بالإضافة إلى شعارات الحراك التقليدية التي تدعو إلى "إلقاء الجنرالات في سلة المهملات"، والمطالبة بـ"دولة مدنية، ماشي عسكرية"، كان للجنرالات مرة أخرى نصيبهم من الشعارات المعادية لهم خلال تظاهرات يومه الجمعة. وهكذا، طالب المتظاهرون في جميع مدن البلاد الكبرى بالإفراج عن الستين معتقلا سياسيا، الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة ووضعوا في سجون البلاد.
وصدح المتظاهرون بشعار "يا الجنرالات، يا الخونة، طلقوا ولادنا يصوموا معانا". كما رددوا شعار يتحدون فيه الجنرالات: "ديونا كاع الحبس، الشعب لن يتوقف" (خذونا جميعا إلى السجن، فالشعب لن يتوقف).
في الجزائر العاصمة، تجمهر المتظاهرون أمام مركز الشرطة الواقع في شارع ديدوش مراد، للمطالبة بالإفراج الفوري عن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم اليوم. ورفعوا شعارات من قبيل: "عصابة حكارة، نوضو يا ولاد العاصمة"، أو حتى "شبان أبرياء في السجون، أين هي العدالة، أين هو القانون؟".
هل هو تذكير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي دعا إلى التهدئة في 18 فبراير بالتعهد بالإفراج عن جميع سجناء الحراك؟ في الواقع، وجه المتظاهرون سهام نقدهم اللاذع مرة أخرى لـ"تبون المغتصب".
من جهة أخرى، فإن الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، الذي استقبل مؤخرا نظيره الفرنسي، كان له نصيبه من الشعارات الجديدة: "لعنكم الله يا الجنرالات، مازال فرانسا تحكم فيكم".
وفي المقابل، رفع المتظاهرون صور غوتام رنا القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة الولايات المتحدة في الجزائر تحية له لدعمه الأخير للحراك الشعبي، من خلال دفاعه عن حق الجزائريين في التظاهر السلمي والتعبير بكل حرية.
© Copyright : DR
أعطت الجمعة الـ113 من الحراك الدليل على تهافت فكرة النظام العسكري الذي يراهن على فقدان الحراك الشعبي لزخمه بمرور الأيام. بل على العكس من ذلك، أصبحت الشعارات أكثر جذرية مع مرور الأيام والأسابيع والتي تهاجم بعبارات مهينة كلا من الجنرالات والرئيس الذين وضعوه على رأس أعلى سلطة في البلاد.
