وبحسب موقع "ذي تايمز" فإن مرد هذا الطلب الغريب من تلك العصابات المنظمة يعود إلى أن أصوت سيارات الإسعاف يشبه إلى حد كبير صوت سيارات الشرطة مما يجعل الأمور تختلط عليهم.
وأشارت التقارير إلى سيارات الشرطة أصبحت ترافق في كثير من الأحيان سيارات الإسعاف لحماية طواقمها بعد إقدام عدد من أعضاء العصابات بالتعدي عليهم وتهديدهم بالقتل في حوادث سابقة.
وتشتكي تلك العصابات من أصوات سيارات الإسعاف قد باتت تؤثر على أعمالها في بيع المخدرات للمدمنين في الشوارع لأنهم يعتقدون أن الشرطة قادمة لاعتقالهم أو إيقاعهم في كمين.
ورغم أن المافيا لم تكن في السابق تطالب بهذ الأمر كثيرا ، ولكن جائحة كورونا أثرت اقتصاديا على أنشطتهم غير القانونية وبالتالي قلت مواردهم جراء الحظر والتشديد من عناصر الشرطة، وبالتالي زادت اعتداءاتهم على سيارات الإسعاف.
وقال سائق سيارة إسعاف إنه وجد نفسه في إحدى المرات ملاحقا من قبل رجلين على دراجة نارية، وقد طرق أحدهما طرق على نافذة مركبته وهدده بالقتل إذا لم يتوقف عن إطلاق صفارات الإنذار وتشغيل الأضواء، وأوضح السائق إنه أصيب بصدمة قوية واتصل بالشرطة لمساعدته للخروج من الحي الذي كان متوجها إليه.
وأكد مانويل روجيرو، طبيب الطوارئ البالغ من العمر 42 عامًا ورئيس فرع محلي لمنظمة تكافح العنف ضد الطواقم الطبية، أن هناك بالفعل أحياء في نابولي لا تستخدم فيها سيارات الإسعاف صفارات الإنذار والإشارات الضوئية خوفًا من انتقام المافيا.
وقال روجيرو: "لقد تلقينا أوامر بالفعل بعدم استخدام صفارات الإنذار في أحياء أخرى بما في ذلك، أحياء سانيتا وتريانو، حيث تطلق سيارة الإسعاف المحلية صفارات الإنذار فقط بعد أن تغادر المنطقة".
وطالب السياسيون المحليون الحكومة بجعل مكافحة المافيا أولوية وطنية، ودعوا إلى مزيد من تدابير الحماية لسائقي سيارات الإسعاف وطواقمها.