وأثار مظهر الهيكل المجوف، الذي له شكل مثلث ومغطى بخربشة دائرية، تكهنات حول أصله، إنه يشبه تمثال يوتا المترابط الذي تم رصده في خليج صغير بعيد قبل أسبوعين، مما دفع الناس إلى التساؤل عما إذا كانت الآثار مرتبطة.
وكانت مسلة معدنية غامضة مجهولة المصدر أثارت العديد من التكهنات بعضها حد الخيال العلمي إثر اكتشافها أخيرا في صحراء غرب الولايات المتحدة.
ولكن تلك المسلة اختفت فجأة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، فقد أشار مكتب استصلاح الأراضي في ولاية يوتا، السبت الماضي، إلى تلقيه "شهادات ذات مصداقية" تفيد بأن الجسم الغريب سُحب على يد "طرف ثالث مجهول" الجمعة.
ولفت في بيان إلى أن "المكتب لم يسحب المنشأة التي تُعتبر ملكية خاصة"، مضيفا: "لا نحقق في شأن الانتهاكات على حق الملكية إذ إن النظر فيها يعود إلى مكتب قائد الشرطة المحلي".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فقد كان مسؤولون محليون قد اكتشفوا، أواسط الشهر الماضي، لدى استطلاعهم المنطقة لتعداد أنواع حيوانات الضأن، بدهشة كبيرة هذه الكتلة اللامعة مثلّثة الشكل التي يتخطّى علوّها 3,5 أمتار في جنوب ولاية يوتا.
وبعد هبوط المروحية التي كانت تقلهم لإنجاز تحقيقهم، اكتشف هؤلاء الموظفون في هيئة السلامة العامة في يوتا هذه "المسلّة المعدنية" لكنهم لم يجدوا "أي دليل واضح يدلّ على من يمكن أن يكون قد وضعها".
وسرعان ما انتشر خبر العثور على الجسم الغامض عبر الإنترنت، ولفت الكثير من روّاد الشبكة إلى أوجه الشبه مع المسلّات الغريبة من خارج كوكبنا في فيلم ستانلي كوبريك "2001، أوديسي الفضاء".
ورأى فيها آخرون رمز أمل في وجه تحدّيات العام 2020. وكتب أحد مستخدمي "إنستغرام" أنه "زرّ لإعادة التشغيل"، وقال آخر ممازحا: "يمكننا أن نقرأ عن قرب لقاحات ضدّ كوفيد-19 في الداخل".
وقال متحدث باسم هيئة السلامة العامة في ولاية يوتا لصحيفة "نيويورك تايمز": "أحدهم أمضى وقتا في استخدام أداة ما تتيح تقطيع الصخر أو أمر من هذا القبيل للحفر في العمق، بشكل مطابق تقريبا للجسم وعمد إلى تثبيته بصورة فعلية".
وأضاف: "هذا أمر غريب. ثمة طرق قريبة، لكنّ إحضار المعدات لتقطيع الصخر وجلب المعدن الذي يزيد طوله عن 12 قدما (3,7 أمتار)، وفعل ذلك كله في هذا المكان المعزول أمر مثير للاهتمام حقا".
ولفت بعض المراقبين إلى أوجه شبه مع أعمال النحّات الأميركي الرائد جون ماكراكن الذي كان يقيم في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وتوفّي سنة 2011.
وقال نجله باتريك ماكراكن، أخيرا، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن والده أسرّ إليه سنة 2002 بأنه يرغب في أن "يقيم أعماله في أماكن معزولة كي تُكتشف لاحقا".
وقبل أيام، اعتبر ديفيد زويرنر الممثل القانوني لماكراكن أن المسلّة الغامضة قد تكون عملا فنيا، وأكد وجود "انقسام في شأن الموضوع"، مبديا "قناعته" بأن المسلّة تحمل توقيع ماكراكن ولم يكتشفها أحد على مدى حوالى عقد من الزمن.
وأضاف: "من كان ليظن أن 2020 تخبئ لنا مفاجأة أخرى؟ كنا نظن أنه من غير الممكن أن نشهد على المزيد. فلنر ما يخفي ذلك".
ورغم امتناع السلطات عن تحديد موقع هذه المسلّة، تفاديا لتوافد حشود من الفضوليين، سرت التحليلات على الإنترنت لمعرفة الموقع بالاستناد إلى التشكّلات الجيولوجية المجاورة.
ونجح البعض في تحديد الموقع حيث لاحظوا زوال الجسم، بينهم ديفيد سوربر الذي كتب على إنستغرام: "يبدو أن المسلّة زالت"، مبديا سعادته بتسجيل "أمر إيجابي يجمع الناس سنة 2020".