بعد تأخره في استطلاعات الرأي خلف المرشح الديمقراطي جو بايدن، سواء على المستوى الوطني أو الفيدرالي، كان ترامب في حاجة لضربة حظ لتغيير المنحى خلال المراحل الأخيرة من السباق الرئاسي، قبل اقتراع 3 نونبر.
إلا أنه لسوء حظ ترامب وأنصاره، جاءت إصابته بفيروس كورونا لتوجه ضربة قوية لآماله في السباق نحو ولاية ثانية للبيت الأبيض، حسب العديد من الملاحظين.
فقبل بضعة أشهر كان كل شيء يوحي بأن الرئيس يحتفظ بكامل الحظوظ للظفر بولاية ثانية، لكن مع ظهور جائحة كوفيد 19، التي قيل الكثير حول طريقة تعامل ادارة ترامب معها ، تحول العديد من الأمريكيين ضد الرئيس الحالي للولايات المتحدة.
ويتذكر المتتبعون كيف سخر ترامب خلال المناظرة الرئاسية من منافسه الديمقراطي بسبب الطريقة التي يضع بها الكمامة في كل ظهور عمومي.
وأعلن ترامب مساء الثلاثاء "لا أرتدي كمامة مثله"، "كل مرة ترونه فيها يرتدي كمامة، يستطيع الحديث بعيدا عني ب200 متر، لقد جاء بأكبر كمامة، لم أرى مثلها في حياتي".
وخلال كلمة مسجلة بمناسبة عشاء خيري كاتوليكي نظم الخميس بواشنطن أعلن ترامب بأن "نهاية الجائحة وشيكة".
وبالنسبة للعديد من المحللين، فقد انتهى خطاب الرئيس ،الذي حاول بكل الطرق صرف النظر عن موضوع الجائحة، إلى نتائج عكسية. فكيف يمكن أن يتكلم عن مواضيع أخرى بينما يخضع لحجر صحي بسبب كوفيد 19؟
وقال المحلل السياسي والأستاذ بجامعة شيكاغو، وليام هاول، حسب صحيفة "دول هيل" إنه ينتظر تداعيات فورية على الحملة الانتخابية الرئاسية.
واعتبر هاول أن ترامب لن يستطيع تنظيم تجمعاته، ونتوقع الغاء المناظرة المقبلة، ستكون هناك أسئلة طبيعية حول موقفه اتجاه الوباء، ودلالة سلوكه غير الحذر ازاء هذه الجائحة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن العديد من الأشخاص سيكونون قلقين على صحة الرئيس .
وقبل نقله إلى المستشفى العسكري والتر ريد، مساء الجمعة ، حيث سيبقى تحت المراقبة بضعة أيام، نشر الرئيس الأمريكي شريط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيه "إنه بخير".
ولحدود اللحظة، تبدو الأعراض خفيفة. وحسب رأي العديد من الخبراء، يملك الرئيس الأمريكي كامل الحظوظ للتعافي، رغم أنه في الـ74 من العمر.
ومع ذلك، وحتى لو لم تتدهور حالته الصحية فسيضطر ترامب لتعليق جميع فعاليات حملته الانتخابية، وهو المولع بالتجمعات الانتخابية الكبيرة. وقبل شهر من الاقتراع، يبدو أن السيناريو بعيد على أن يكون مثاليا.
وأكد مدير حملة ترامب بيل ستيبيان في بلاغ أمس الجمعة أن جميع فعاليات الحملة المعلن عنها مسبقا بمشاركة الرئيس، بصدد تحويلها إلى "فعاليات افتراضية" أو تأجيلها مؤقتا.
وفي محاولة للبقاء على مقرية من بايدن في استطلاعات الرأي خلال الأسبوعين المقبلين سيتعين على ترامب الاعتماد على نائبه مايك بينس الذي أعلن أنه لم يصب بفيروس كورونا.
من جانبه صرح جو بايدن ومساعديه للصحافة أن نائب الرئيس السابق ليس لديه أي نية لإلغاء فعاليات حملته طالما أنه لم يصب بفيروس كوفيد 19.
وفي الجانب الديمقراطي، إذا كان هناك شيء واحد أظهرته الأيام القليلة الماضية ، فهو أن كل شيء يمكن أن يتغير مرة أخرى. يمكن للرئيس الأمريكي أن يتعافى بسرعة ويعود إلى الحملة الانتخابية منتصرا. ويمكن أن يصاب بايدن ، الأكبر منه سنا ( 77)، بدوره بالمرض ،وبالتالي لن تتوقف هذه الانتخابات عن المفاجآت.