ويعتبر وليد الزيدي (34 سنة)، الذي سيعين وزيرا للثقافة، أول وزير كفيف في تاريخ تونس، وذلك في حال ما إذا نالت حكومة التكنوقراط الثقة من البرلمان في جلسة التصويت.
كما يعتبر الزيدي الملقب بـ "طه حسين" أول كفيف يحصل على درجة الدكتوراه في تونس، إذ فقد بصره وهو رضيع في سن العامين بسبب مرض السرطان، بيد أن ذلك لم يمنعه من التميز في مراحل دراسته، ليكون أول كفيف في العالم العربي يحصل على شهادة التبريز في اللغة العربية، فضلا عن اهتمامه بتدريس الترجمة والبلاغة والبحوث المتخصصة في علم النفس، وكتابة الشعر والعزف على آلة العود.
وخلف اقتراح وليد الزيدي وزيرا للثقافة من طرف رئيس الحكومة، هشام المشيشي، ردود أفعال متناقضة في الشارع التونسي، حيث شكك البعض في إمكانياته وقدرته على معالجة العديد من الملفات الشائكة التتي تتواجد على طاولة وزارة الشؤون الثقافية، في حين اعتبر البعض الآخر هذا التعيين اعترافا بالطاقات التونسية الشابة وخطوة ثورية غير مسبوقة.
وكانت حركة النهضة، أكبر حزب ممثل في البرلمان (54 مقعدا)، قد عبرت عن اعتراضها على تشكيل حكومة كفاءات، باعتبارها "مسألة مجانبة للديمقراطية، وعبثا بالاستحقاق الانتخابي ونتائجه"، إذ قال رئيس الحركة، راشد الغنوشي، في تصريحات للصحافة، إن "جميع الأحزاب والوزارات تتوفر بها كفاءات فنية، ويجب أن تكون في خدمة السياسي"، معتبرا أن "الحكم ليس عملية تقنية وفنية فحسب، بل القدرة على أن تكون لك رؤية ومشروعا وخطابا بناء، قادرا على تعبئة الجماهير".