وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أمس الإثنين: "إن كارثة لبنان، وما أحدثته من دمارٍ مروع، تذكرنا بخطورة وضع هذا الخزان النفطي العائم قبالة السواحل اليمنية والذي لم تجر له أي صيانة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015". ودعا أبو الغيط مجلس الأمن إلى التدخل بصورة فورية لتمكين فريق الأمم المتحدة من دخول الناقلة صافر قبالة اليمن وإجراء الصيانة المطلوبة.
وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن "السبب الرئيسي في تعطل عمليات الصيانة هو ما يمارسه الحوثيون من تضليل ومراوغة للحيلولة دون دخول الفريق التابع للأمم المتحدة إلى السفينة التي كان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة لمناقشة أوضاعها منتصف الشهر الماضي".
وحذر المصدر من أن المياه دخلت مؤخرا إلى غرفة محرك الناقلة، ما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها، ورغم أن عملية إصلاح مؤقتة قد أُجريت لها فقد أكدت الأمم المتحدة أن الأمر يمكن أن ينتهي بكارثة، خاصة في ما يتعلق بالتأثير المدمر لغرق "صافر" أو تعرضها للانفجار، على الحياة البحرية في البحر الأحمر.
وبعد انفجار مرفأ بيروت تضاعف القلق والمخاوف من حدوث كارثة تهدد ليس فقط ميناء ومدينة الحديدة اليمنية، بل والدول المجاورة، وكذا البيئة والملاحة الدولية في البحر الأحمر، الأمر يتعلق بـ"خزان صافر" الذي يحتوي على نحو 1.2 مليون برميل من النفط، ويشكل قنبلة موقوتة.
وكانت السعودية قد حذرت منذ منتصف الشهر الماضي وقبل حادث بيروت من خطورة الناقلة صافر وطالبت مجلس الأمن الدولي بأن يبقى يقظاً وأن يكون مستعداً لإعلان تدابير قوية وحاسمة للتعامل مع ناقلة النفط والقضاء على الخطر الذي تشكله.
وبات خزان صافر قنبلة موقوتة تهدد بكارثة بيئية في البحر الأحمر، كون الباخرة منتهية الصلاحية مر على إنشائها حوالي 40 عاماً وقد أصبحت متهالكة وجسمها يتعرض للتآكل.
وتوالت التحذيرات بعد الثلاثاء الأسود في بيروت، وقالت السفارة الأمريكية في اليمن إن الحوثيين يتسببون بكارثة بيئية وإنسانية بأعمال العرقلة والتأخير المتعلقة بناقلة "صافر" النفطية العائمة بالبحر الأحمر.
وكانت العاصمة اللبنانية بيروت قد شهدت الثلاثاء الماضي انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 160 شخصا وإصابة ستة آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.