ويعتقد الخبراء أن تفشي وباء كورونا بين حيوان المنك بدأ بإصابة أحد العمال في مزرعة خاصة بهذا الحيوان، لكن هذه الفرضية لم تثبت صحتها بشكل قطعي.
بيد أن الحكومة الهولندية وأحد الباحثين حذروا من أن هناك احتمالا "مقبولا" أيضا بالتقاط بعض العمال العدوى من المنك، إذ يسعى العلماء لاكتشاف صحة هذه الفرضية ومدى التهديد الذي يمكن أن يشكله مثل هذا الانتشار.
ووفقا للمدير الإقليمي للزراعة والبيئة، فإن تفشي الفيروس في مزرعة المنك الإسبانية القريبة من قرية لا بويبلا دي فالفيردي، تم اكتشافه بعد إصابة سبعة من بين 14 موظفا، بينهم المالك، في أواخر مايو الماضي، كما أصيب موظفان آخران حتى بعد إغلاق المزرعة، حسبما ذكرت "الأسوشيتد برس".
وتم قتل أكثر من 92 ألف حيوان منك في المزرعة الواقعة في منطقة أراغون شمالي شرق إسبانيا، حيث أصيب أكثر من 90 بالمائة من حيوانات المزرعة بالفيروس.
وكانت السلطات الدنماركية قد عثرت على حيوان المنك داخل مزرعة مصابة بكورونا وتقرر إعدام 11 ألفا من الحيوانات خوفا من تفشي وباء فيروس كوفيد 19 الذى ينقله هذا الحيوان إلى البشر.
وفي أبريل الماضي، أفادت وزارة الزراعة الهولندية بأنه تم التأكد من إصابة حيوان المنك بفيروس كورونا في مزرعتين بمقاطعة شمال برابانت.
ويؤكد طبيب بيطري يدرس الفيروسات في جامعة وأبحاث فاغينينغن، أن سلالة الفيروس في الحيوانات كانت مشابهة لتلك التي تنتشر بين البشر، مشيرا إلى أن هذا الأمر محتمل لاثنين من العمال أصيبا بالفيروس.
ويقول باحثون في معهد كاري لدراسات النظام الإيكولوجي في ميلبروك، بولاية نيويورك، إنه إذا تم تأكيد ذلك، فستكون هذه أول حالات معروفة لانتقال الفيروس التاجي من الحيوانات إلى الإنسان.
ويعتقد العلماء أن فيروس كورونا المستجد الذي تفشى في مقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي جاء من مصدر حيواني، وربما من الخفافيش، وتفشى بين البشر فيما بعد، كما فعلت فيروسات كورونا الأخرى في الماضي.
وأكدت التقارير إصابة بعض الحيوانات، بما في ذلك القطط والنمور والكلاب، بفيروس كورونا من البشر، لكن لم تكن هناك حالات موثقة من انتقال الفيروس إلى البشر.
ووفق المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن بعض فيروسات كورونا التي تصيب الحيوانات يمكن أن تنتقل إلى البشر ثم تنتشر بين الناس، لكنه أشار إلى أن هذا أمر نادر الحدوث.