ففي بيروت، قطع المتظاهرون الطريق الرئيسي أمام مصرف لبنان المركزي مرددين هتافات مناوئة للسياسة المالية للمصرف المركزي الذي حملوه تبعات انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار وما ترتب عليه من غلاء كبير في أسعار السلع الأساسية والغذائية.
أما في مدينة صيدا (جنوب)، فقد نفذ متظاهرون وقفة احتجاجية أمام فرع المصرف المركزي، حيث رددوا شعارات ضد السياسات المالية التي تفاقم الأزمة المعيشية والاجتماعية.
وقطع العشرات إحدى طرقات منطقة تعلبيا (بمحافظة بقاع لبنان/ شرق) ما دفع قوة من الجيش لإطلاق النار في الهواء لإعادة فتح الطريق، مما أدى إلى اشتباكات مع المحتجين أسفرت عن وقوع 3 إصابات بصفوف المحتجين جراء التدافع ورشق الحجارة.
كما أقدم متظاهرون على قطع الطرق الرئيسية في أرجاء مختلفة من البلاد، سواء عبر التجمع والتجمهر، أو عبر إشعال الإطارات أو وضع الأحجار الكبيرة على نحو اضطرت معه القوات الأمنية إلى التدخل لفتح بعض الطرقات الرئيسية.
وجابت مسيرات بالسيارات في بيروت وعدد من المدن الأخرى للتنديد بالسياسات المالية والاقتصادية والنقدية القائمة التي أودت بالبلاد إلى الانهيار، وأدخلت شرائح مجتمعية عديدة دائرة الفقر.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب باسترداد الأموال العامة المنهوبة، وتقديم مرتكبي جرائم إهدار المال العام إلى القضاء، إلى جانب هتافات منددة بالسلطة التنفيذية الحاكمة والقوى السياسية وتحميلها تبعات التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية والاجتماعية والمالية.
ويشهد لبنان أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا في الأوضاع المعيشية، على نحو غير مسبوق منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
وتسارعت وتيرة الأزمة الاقتصادية بصورة كبيرة تزامنا مع انتفاضة اللبنانيين التي اندلعت في 17 أكتوبر الماضي، حيث تشهد البلاد أزمات في مختلف القطاعات الأساسية، لاسيما المحروقات والمشتقات النفطية، والكهرباء، والعلاج والأدوية، والقمح وغيرها.
يذكر أن قيمة الليرة اللبنانية لامست عتبة 4 آلاف مقابل الدولار الأمريكي الواحد في السوق السوداء، مقارنة بسعر الصرف الرسمي 1500 ليرة.
