وأضافت المصادر أن خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم يسعون إلى تحديد ما إذا كان المرضى الذين تماثلوا للشفاء تماما قادرين على نقل العدوى، وما إذا كانوا قد طوروا أجساما مضادة تتيح لهم المناعة ضد المرض.
وقال أطباء من مستشفى «تونغجي» في المدينة، حيث تم اكتشاف أول حالة إصابة بالمرض، في تصريح للتلفزيون الحكومي الصيني «سي سي تي في»، إنهم لم يتوصلوا إلى أي دليل قاطع على أن هؤلاء المرضى الذين تعافوا وثبت اختبار ثان أجري لهم أنه إيجابي، قادرون على نقل العدوى، وذلك استنادا إلى مراقبة وثيقة من أفراد أسرهم والاختبارات المخبرية.
وعلى الرغم من صغر حجم العينة نسبيا، إلا أن أبحاث مستشفى «تونغجي» تثير الاهتمام خاصة وأن عدد المصابين الذين تماثلوا للشفاء من المرض في الصين يفوق بكثير الحالات الجديدة المؤكدة.
وقال وانغ وي رئيس مستشفى «تونغجي» للمحطة إن من ضمن 147 مريضا ممن شملتهم الدراسة، ثبت إصابة خمسة فقط، أو أكثر بقليل من 3 بالمائة، مرة أخرى بعد شفائهم، وذلك بعد خضوعهم لاختبارات الحمض النووي.
وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير إعلامية أن مرافق الحجر الصحي في ووهان أكدت أن حوالي 5 إلى 10 في المائة من مرضاها الذين تماثلوا للشفاء كانت اختباراتهم إيجابية عند خضوعهم للفحص مجددا، ومن ضمنهم أسرة في المدينة مكونة من ثلاثة أفراد ثبت إصابتهم جميعا مرة أخرى.
وأثارت هذه الحوادث تساؤلات حول مصداقية اختبارات الحمض النووي وقدرتها على الكشف عن آثار الفيروس لدى بعض المرضى الذين تماثلوا للشفاء، وصرح وانغ بأن المرضى المعنيين لم يظهروا أي أعراض ولم يصب أي من أفراد أسرهم أو الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم بالعدوى.
وقال: «إنها مجرد عينة صغيرة وليست كافية لطمأنتنا بصحة النتائج الأولية التي توصلنا إليها»، مضيفا أن الفريق الطبي «بحاجة إلى دراسة وبائية واسعة النطاق لتوجيه أعمالنا في رصد الأمراض والوقاية منها،. غير أنه أكد ضرورة عزل المرضى الذين تماثلوا للشفاء لمدة أسبوعين بعد خروجهم من المستشفى حتى يتم فحصهم مرة أخرى للتأكد من خلوهم من الإصابة».
وفي ظل توالي هذه الحالات، قررت السلطات الصحية بمقاطعة خوبي إعادة هؤلاء المرضى إلى المستشفيات، فيما تقرر إرسال الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى مرافق الحجر الصحي للمراقبة الطبية لمدة أسبوعين.