وكان القطار يشق طريقه في إقليم البنجاب شرقي البلاد، حيث ذهب بعض ركاب القطار السريع إلى الموقد لإعداد وجبة الإفطار، ما أدى لاندلاع حريق ضخم التهم ثلاث عربات بأكملها.
وروى ناجون لحظات الرعب التي عاشوها بينما كانوا يقفزون من نوافذ القطار، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من العربات: "سمعنا صراخا وبكاء وعويلا من أشخاص يطلبون المساعدة"، وفقا لما قاله تشودري شوجات، الذي كان على متن القطار برفقة زوجته وطفليه. وأضاف "ظننت أننا سنموت. شب حريق في العربة التي بجوارنا. لذا شعرنا باليأس والعجز".
وذكر نائب مفوض بلدة رحيم يار خان، جميل أحمد، أن الحريق اندلع نتيجة لانفجار موقد غاز أثناء قيام ركاب بإعداد الإفطار على متن القطار. وأضاف أن حصيلة القتلى ارتفعت بشكل مطرد منذ الصباح الباكر."كثير من الركاب المصابين قفزوا من القطار - معظمهم ماتوا - بعد نشوب الحريق"، وفقا لأحمد. وقال إن القطار أبطأ سرعته رويدا رويدا إلى أن توقف.
من جانبه، ذكر وزير السكك الحديد الباكستاني، شيخ راشد أحمد، أن ركابا فقراء غالبا ما يجلبون معهم مواقد غاز صغيرة على متن القطار من أجل الطهي، رغم مخالفة ذلك للقواعد. وأضاف أن أفراد جماعة وعظ الإسلامية، تعرف باسم "تبليغي"، كانوا يعدون وجبة الإفطار، ما شكل انتهاكا لقواعد السكك الحديد التي تمنع الركاب من استخدام مواقد الغاز في القطارات.
وقال المسؤول في السكك الحديد، شبير أحمد، إن جثث الركاب كانت منتشرة بمنطقة يبلغ طولها كيلومترين. وقد "هرع سكان القرى المجاورة إلى القطار حاملين دلاء من الماء، ومعاول للمساعدة في إطفاء الحريق. لكن كان الأمر مستحيلا"، وفقا لأحمد.
وخلال ساعات الصباح، تفحص رجال إنقاذ الأنقاض المتفحمة بحثا عن ناجين ومساعدة الجرحى. وأظهرت لقطات تلفزيونية، بثتها وسائل إعلام باكستانية محلية من مكان الحادث، حريقا هائلا بينما يعمل رجال الإطفاء جاهدين للسيطرة عليه. وقالت السلطات إنها لا تزال تحاول التعرف على الضحايا، وليس لديها قوائم للقتلى والمصابين حتى الآن. وأضافت أن قطارا آخر سينقل الناجين إلى مدينة روالبندي.