ويظهر الفيديو فتاة ترقص بحماس واحتراف على أنغام الموسيقى في المكان، بينما يتجمع حولها عدد كبير من الشباب والفتيات لمشاهدة أدائها دون أي اعتراض من الموجودين.
وقال مدونون سعوديون، إن الفتاة كانت إحدى الحاضرات لفعاليات موسم الرياض المتعددة، التي تقام في عدة مواقع بالعاصمة عبر فعاليات فنية وترفيهية وثقافية متنوعة.
ووجد مقطع الفيديو تداولًا لافتًا وجر عشرات آلاف التعليقات التي انقسم أصحابها بين منتقد للراقصة المنقبة وبين مدافع عنها.
وقال مغردون سعوديون أغضبهم تصرف الفتاة، إنها خالفت مكانة الزي الذي ترتديه، وعادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ، وتستحق العقوبة تحت لائحة الذوق العام التي جرى العمل بها مؤخرًا وتتضمن بنودًا حول احترام العادات والتقاليد.
إذ قال أحد المغردين «قمة البجاحه والرخص فعلاً قاعدين نعيش أسوء فتره زمنيه علينا خصُوصاً جيلنا حرب بين أصحاب الصحوه وبين الليبراليين، وضعنا بين ملتزمين متشددين فاهمين كل شيء حرام وبين اللي فاهمين الحُريه والإنفتاح والتطور بشكل غلط ومُتدني ورخيص جداً، للأسف الدين الوسطي الصحيح ضاع بينهم ».
في حين كتب آخر « اتمنى معاقبتها هي والمصور... ماتراه في هذا المقطع هو تلوث بصري »، وفي تغريدة أخرى « أشهد بالله أنها أساءت لسمعة الوطن وسمعة بنات الوطن وللنقاب ولتربية والديها!! ».
ووجدت الفتاة التي لم تُعرف هويتها بعد، من يدافع عنها، إذ يقول فريق من السعوديين في الجدل الدائر حول مقطع الفيديو، إنها لم تسىء لأحد برقصها، وإن جميع الموجودين في المكان، جاءوا بإرادتهم لمشاهدة فعاليات ترفيهية وفنية متنوعة.
إذ كتب أحد مساندين « سأنظر لتصرف هذه الفتاة من زاوية أخرى تعاكس ماذهب إليه البعض في نقدهم الذي لم يقدّر حياة الشباب وظروف المرحلة فأقول أن هذه الفتاة يبدو من رقصها انها تتمتع بروح شفافة وخفة دم عالية ومتصالحة مع ذاتها وأسرتها لاتخشى بفعلها الطبيعي أمام الجموع لومة لائم لثقتها بنفسها ».
وقال القائمون على موسم الرياض الذي سيمتد على مدى 70 يومًا، إنه يشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا تثبته بالفعل الصور ومقاطع الفيديو التي يتم تصويرها من داخل فعالياته، في مؤشر على تفاعل سكان البلد الخليجي المحافظ مع التوجه الانفتاحي الجديد للبلاد.
وعلى الرغم من ذلك الانفتاح الثقافي والفني على العالم، لا تغيب أصوات عدد من السعوديين الذين لا يزالون يعارضون النشاطات والفعاليات الثقافية والترفيهية التي تشهدها البلاد، وتفاعل مواطنيهم معها، ويقولون إنها مخالفة للعادات والتقاليد المحلية، ولتفسيرات محافظة للشريعة الإسلامية ما لبثت الرياض أن تخلت عنها.