في رسالة مطولة موجهة إلى الرأي العام الجزائري، هاجمت عائلة الرئيس السابق لدائرة الاستعلام والأمن، الجنرال توفيق (الذي أقيل سنة 2015 من طرف الرئيس المعزول عبد العزيز بوتفليقة) الرجل القوي في الجزائر دون ذكر اسمه، رئيس أركان الجيش الشعبي، أحمد قايد صالح.
والسبب في ذلك، أن قايد صالح، المسؤول عن اعتقال توفيق (الذي كان في السابق المسؤول الأول عن الاستخبارات العسكرية الجزائرية) يوم خامس ماي الماضي والمتواجد حاليا بالسجن العسكري بالبليدة في حالة صحية حرجة، ويمنعه من الولوج إلى العلاج في مستشفى متخصص.
فالوضعية الصحية لتوفيق، وفق رسالة العائلة، "تدهورت منذ اعتقاله يوم خامس ماي 2019 بعد أن سقط خلال اليوم العاشر من دخوله سجن البليدة، وتعرض لكسر خطير على مستوى عظم الكتف الأيمن".
غير أن المعتقل "خضع لعملية جراحية في منشأة تابع للمنطقة العسكرية الأولى، غير مجهزة بمعدات لمثل هذا النوع من الحوادث، في حين أن حالته، أخذا بعين الاعتبار سنه ووضعيته، تتطلب رعاية خاصة بالمستشفى العسكري بعين النجدة، المعروف بجودة خدماته الصحية"، بحسب عائلة الرئيس القوي السابق لدائرة الاستعلام والأمن، الملقب أيضا بـ"رب الجزائر".
تلاحظون أن رسالة عائلة توفيق تنتقد بشكل غير مباشر الجنرال أحمد قايد صالح، مشيرة إلى أن "التدهور الخطير في صحة والدنا وزوجنا كان واضحة خلال الاستجوابات، حيث بدا نحيفا للغاية وكان علامات الضعف بادية عليه".
وحذرت أسرة توفيق في رسالته قائلة: "في ضوء هذا التدهور الخطير، من الواضح أن وسائل وقدرات المنشآت الطبية في المنطقة العسكرية الأولى غير قادرة على وقف هذا التدهور، والتي من المؤكد أيضا أن السلطات القضائية لا تأخذها بعين الاعتبار. نخبر الرأي العام بأننا نحمل المسؤولية لأولئك الذين ساهموا في جعل تحسن الحالة الصحية لرجل كرس حياته كلها للدفاع عن سلامة الجزائريين والحفاظ على وحدة الجزائر أمرا مستحيلا".
ويبدو هذا التحذير مثل تهديد مبطن للرجل القوي بالجزائر والعدو اللدود للرئيس السابق للاستخبارات الجزائرية، الجنرال "توفيق". فهذا الأخير، بالرغم من وضعه الصحي الحرج واعتقاله، مازال يمتلك قدرات إزعاج كبيرة. فهو مازال لديه الكثير من الأتباع في صفوف أركان الجيش، كما هو الحال كذلك بالنسبة للمنسق السابق للمصالح الأمنية الجزائرية، عثمان طرطاق، الذي يوجد في السجن إلى جانب توفيق منذ خامس ماي الماضي، والأخ الأصغر للرئيس المخلوع، سعيد بوتلفيقة.
هذه الحرب المعلنة بين الرئيس السابق لدائرة الاستعلام والأمن والرجل القوي حاليا بالجزائر تؤشر على الخلافات العميقة التي تمزق جسد الجيش الشعبي في الجزائر، ولا تبشر بالخير للجنرال أحمد قايد صالح، الذي يتعرض لضغط كبير من الشارع، ويفكر في البحث عن المنفى في العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.