يبدو أن العلاقات ليست على ما يرام بين الرئيس ترامب وجون بولتون. هذه الحقيقة لم تعد خافية على الصحف الأكثر شهرة في الولايات المتحدة الأمريكية. "هل جون بولتون على وشك خوض الحرب ضد إيران التي طالما أرادها، أم أنه على وشك أن يفقد منصبه؟، هكذا تساءلت الصحيفة الأمريكية واشنطن بوست بنبرة تهكمية قبل أن تشير إلى "الحذر المتزايد" للرئيس الأمريكي اتجاه جون بولتون الذي يعد من أنصار نظرية "قلب الأنظمة بالقوة"! والذي تتعارض نزعته الحربية مع روح المنصب الذي يشغله لدى الرئيس الأمريكي، أي منصب مستشار الأمن القومي.
ما هي مؤاخذات الرئيس ترامب على مستشاره جون بولتون؟ ترامب يؤاخذ على بولتون كون هذا الأخير "ضلله" بشأن نيكولا مادورو عندما أوهمه بأنه من السهل تعويض ديكتاتور بشاب معارض، بحسب ما نقلته واشنطن بوست عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن "استياء الرئيس تركز بالأساس على مستشار الأمن القومي، جون بولتون، وبأن ما يؤاخذه ترامب عليه هو موقفه الداعم للتدخل وهو الموقف الذي لا يتوافق مع وجهة نظره التي تؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية يتعين أن تبقى بمنأى عن المشاكل الأجنبية".
وقال مسؤول آخر بالإدارة الأمريكية أن "ترامب صرح مؤخرا بأن جون بولتون يريد أن يدخله في "حرب"، واصفا المخطط الذي اقترح جون بولتون من أجل إسقاط نيكولا مادورو بأنه "انقلاب غبي".
وفضلا عن ذلك، تم إبعاد جون بولتون أيضا عن الملف الكوري الجنوبي من قبل الرئيس ترامب.
تتذكرون جيدا أن موقع Le360 نشر يوم أمس الخميس 9 ماي أن الجزائر تقوم بدفع مبلغ شهري، ابتداء من فاتح نونبر 2018ـ يبلغ 26 ألف أورو (286 ألف درهم) لصديق مقرب من جون بولتون من أجل معاكسة الوحدة الترابية للمملكة المغربية. "فحوالي 26 ألف أورو (286 ألف درهم) تدفع من قبل الجزائر في حساب شركة لوبي أمريكية، Keene Consulting، التي يديرها دافيد كين المقرب من جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمن القومي" بحسب ما كشفه رئيس المنتدى الصحراوي-الكناري، ميغيل أورتيز، في تصريح قدمه يوم الثلاثاء 7 ماي.
يشار إلى أن جون بولتون ودافيد كين نسجا دائما علاقات سواء في عالم السياسة أو عالم الأعمال. ويكفي الإشارة هنا فقط إلى أن بولتون شغل منصبا لدى الجمعية الوطنية للبنادق، وهو لوبي قوي في أمريكا، عندما كان يرأسها دافيد كين نفسه!
هل من قبيل الصدفة أنه بعد شهر من توقيع الجزائر لعقد مع دافيد كين يوم فاتح نونبر 2018، جون بولتون أعرب عن "إحباطه" من طول نزاع الصحراء واستمراره، قبل أن يهاجم بعثة المينورسو التي لم يشكك فقط في جدواها، بل في وجودها!