ولذلك تقول تحليلات إن عزل توفيق الملقب بـ"رب الجزائر" العام 2013، قد أثر بشكل مباشر على تراجع حجم استثمارات يسعد ربراب المعروف بـ"رجل الزيت والسكر".
وتوترت علاقة يسعد ربراب والحكومة الجزائرية؛ عقب اتهامات خطيرة طالته من قبل وزير الصناعة السابق، عبد السلام بوشوارب، بعقد "صفقات مشبوهة وخدمة مصالح أجنبية"، وتم اعتبار ذلك توجيهًا من السعيد شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ولم يتردد يسعد ربراب في الرد بحدة على اتهامات الحكومة، معللًا ذلك بأنه يتعرض لحملة سياسية تستهدف كسر مشاريعه، بذرائع وهمية، لمعارضته الشديدة لنظام الحكم القائم منذ العام 1999.
وأشيع أن يسعد ربراب جهر بخلافه العلني مع بوتفليقة، تنفيذًا لتوجيهات الجنرال توفيق، مدير الاستخبارات العسكرية السابق، وأبرز داعميه.
واحتدم الصراع بين الطرفين على خلفية شراء ربراب غالبية أسهم صحيفة "الخبر" وقناة "كاي بي سي" عام 2016، ما حرك وزارة الإعلام التي رفعت دعوى قضائية لإبطال الصفقة التجارية بذريعة أنها تؤسس لاستحواذ الملياردير الشهير على الساحة الإعلامية.
ومنذ ذلك الحين، تبادل المالك الجديد لصحيفة "الخبر"، ووزير الإعلام حميد قرين حينها، التهم والشتائم، بالشكل الذي قسم الطبقة السياسية بين موالين لخطوة الحكومة ومنتقدين لها، حتى أضحت قضية رأي عام انتهت في الأخير لصالح حكومة بوتفليقة.
ورغم نفيه المتكرر، إلا أن أحزابًا موالية لبوتفليقة اتهمته علنًا بالضلوع في مخطط سياسي يخص ترتيبات مرحلة خلافة الرئيس السابق، أو السعي للتأثير في مجريات انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في ربيع 2019.
وعلى هذا الأساس؛ وضعت السلطات المصرفية جميع العلاقات والتعاملات المالية التي ارتبط بها، أو أجراها يسعد ربراب تحت المجهر، انطلاقًا من متعاملين اقتصاديين أجانب في مجال البنوك، وفروا له الأرضية وتسهيلات "غير شرعية" بمنظور السلطات.
واعتبرها يسعد ربراب "مخططًا شريرًا" من قبل حكومة بوتفليقة لعرقلة مشاريعه الاستثمارية، وأثارت تصريحاته زلزالًا سياسيًا، حين قال إنه يتعرض لهجمة بسبب عدم انتمائه لمعسكر الرئاسة، قاصدًا بذلك شقيق بوتفليقة ورجل الأعمال المقرب منه علي حداد.
صعود صاروخي وتدحرج
بدأ ربراب حياته محاسبًا ماليًا قبل تحوله إلى إمبراطور"الزيت والسكر" في البلاد، مستحوذًا على القطاع الغذائي بواسطة دعم الدولة لهذه السلع، ولكن أسعارها باهظة ولا تتماشى مع حقيقة الدعم لقدرة المواطن الشرائية.
واتهمته أوساط سياسية بمحاولة إشعال ثورة الزيت والسكر في يناير 2011، توازيًا مع احتجاجات واسعة ضد النظام في ذروة المظاهرات التي شهدتها بلدان عربية ضمن ما سمي بموجة "الربيع العربي".
ولا يزال الكثير من الجزائريين، يتساءلون عن ثروته التي جعلته من أبرز أغنياء القارة الأفريقية، بحسب مجلة "فوربس"، وتاسع أثرى رجل أعمال في القارة لعام 2017، حيث يستحوذ على ثروة قدرها 3.8 مليار دولار، بحسب تصنيف أمريكي لأثرياء العالم لشهر يناير الماضي.
وذكر التلفزيون الجزائري الرسمي، أمس الإثنين، أن قوات الدرك الوطني التابعة لوزارة الدفاع، أوقفت الملياردير يسعد ربراب، رئيس مجمع "سيفيتال"، للتحقيق معه في شبهة التصريح بفواتير كاذبة، واستيراد عتاد قديم، وحصوله على امتيازات جمركية.
كما تم توقيف "الإخوة كونيناف" وهم: رضا وعبدالقادر وكريم وطارق؛ بسبب الاشتباه بتورطهم في استغلال نفوذهم، وإبرام صفقات عمومية مع الدولة دون الوفاء بالتزاماتهم.
وغرّد ربراب عبر "تويتر" قائلًا: ”في إطار العراقيل التي يتعرض لها مشروع إيفكون (مشروع لتصفية المياه باستخدام تكنولوجيا ألمانية)، توجهت من جديد هذا الصباح إلى فصيلة الدرك بباب جديد (بالعاصمة)“.
وتابع: "سنواصل دراسة قضية المعدات المحجوزة في ميناء الجزائر، منذ يونيو 2018″، نافيًا بذلك تهم الثراء الفاحش وغير المشروع، مثلما يتردد في أوساط جزائرية واسعة.