ولد عوض محمد أحمد بن عوف في الخمسينات من القرن الماضي، بقلعة «ود مالك» شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية في الخرطوم، الدفعة 23 مدفعية، ليتجه إلى مصر لتلقي تدريبات عسكرية، قبل أن يصبح معلما بكلية القادة والأركان، ثم تدرج في صفوف الجيش وأصبح قائداً لسلاح المدفعية.
إثر ذلك، عين بن عوف مديراً عاماً لجهاز المخابرات العسكرية والأمن، ثم نائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة السودانية.
وبسبب دوره في تحسين العلاقات السودانية الإريتيرية، بعدما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات بين الدولتين، اختير بن عوف لتولي منصب مدير إدارة الأزمات في وزارة الخارجية، ومنح بعد ذلك منصب قنصل بالقاهرة، ثم سفير بعمان بعد تقاعده من الجيش عام 2010.
وبعد 5 سنوات من العمل الدبلوماسي، عاد بن عوف إلى الاحتكاك المباشر بالجيش، بعدما أصدر البشير مرسوما جمهوريا في غشت 2015 بتعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزيرا للدفاع، وفي 23 فبراير الماضي، قرر البشير تعيين وزير الدفاع نائبا أول لرئيس الجمهورية، ليحل محل نائب الرئيس السابق بكري حسن صالح، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع.
وعرف الجيش السوداني في عهده تطورا خاصة سلاح المدفعية، حيث أدخلت منظومات الصواريخ مما صنف وقتها أن السودان صاحب أطول الأنظمة الصاروخية في القارة الأفريقية، وكذا تسليح الجيش على مدفع الهاوترز الصيني PLZ54 والمدفع الروسي MSTA.
برز اسم عوض ابن عوف أكثر عندما وضعته لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، بشأن إقليم دارفور في العام 2005، ضمن القائمة المتهمة بالتسبب في سوء الأوضاع في هذا الإقليم الذي شهد حرباً أهلية في العام 2003، أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف مواطن، وكان وقتها يعمل رئيساً للاستخبارات العسكرية، حيث أصدرت الولايات المتحدة حظراً عليه من دخول بلادها وحجزت أمواله، بالتزامن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السابق عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في دارفور.
وعرف عن بن عوف تأييده الكبير لعاصفة الحزم التي تقودها السعودية والإمارات ضد الحوثيين في اليمن، وإصراره على بقاء القوات السودانية ضمن التحالف العربي، وكان مقربا جدا من الرئيس عمر البشير قبل أن ينقلب عليه أمس ويعلن عن "اقتلاعه" مع اعتقاله في مكان آمن.



