لا شيء على ما يرام في محيط الرئيس الجزائري المرشح لولاية خامسة وهو الذي تجاوز سنه 81 وطريح الفراش بمستشفى بجنيف، فبعدما خرجت مظاهرات واسعة بالجزائر للتنديد بترشحه للولاية الخامسة، يبدو أن عبد العزيز بوتفليقة فقد الدعم حتى من داخل محيطه. الحديث هنا عن ابن اخته الذي لطالما كان محميا من قبل بوتفليقة الذي عينه سنة 2015 على رأس البنك المذكور.
ابن اخت الرئيس بوتفليقة، هو محمد كريم الرئيس المدير العام لبنك التنمية المحلية الجزائري، نشر فيديو على حسابه الخاص بـ «فايسبوك»، فيديو بمناسبة عيد المرأة، هنأ فيه نساء الجزائر، كما أعلن دعمه للمظاهرات التي تعرفها الجزائر ردا على الولاية الخامسة لبوتفليقة، واصفا هذه المظاهرات بـ«الحراك المبارك» و«الهبة الوطنية التي ستعزز لا محالة انطلاقة جديدة لبناء جزائر جمهورية ديمقراطية شعبية».
خرجة محمد كريم والذي يعد من مقربي بوتفليقة، تكشف كم السخط العارم على العهد الخامسة التي أخرجت جزائريي الداخل والخارج للمطالبة بتراجع بوتفليقة عن ترشحه.
ولم يكن ابن اخت بوتفليقة وحده من تخلى عن الرئيس المرشح، فدائرة الرافضين للولاية الخامسة اتسعت لتشمل كذلك ثلاث جمعيات قوية بالجزائر ولها ثقل تاريخي لا يستهان به لصلتها بحرب الاستقلال، كما أوردت قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأصدرت «المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء» أول أمس الخميس، بيانا تدعم فيه التظاهرات الشعبية ضد الولاية الخامسة. هذا البيان يأتي بعدما أعلنت المنظمة الوطنية للمجاهدين الجزائريين، تأييدها للمظاهرات الرافضة لعهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. هذه المنظمة ظلت منذ زمن أحد أبرز الداعمين لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم.
وأكدت المنظمة الوطنية للمجاهدين التي تضم قدماء المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب بوتفليقة في حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962، إن من واجب المجتمع الجزائري بكل قطاعاته النزول إلى الشارع.
كما أعلنت جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (استخبارات ثورة التحرير)، الأربعاء الماضي، دعمها للحراك الشعبي ضد الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة، وأكد بيان للجمعية أنه «في مواجهة هذا الاندفاع الذي لا يقاوم وهذه الإرادة المعلنة، ليس هناك مجال للتسويف والتأخير والمناورة لإدامة نظام يقود البلاد إلى المغامرة والأخطار».
ينضاف إلى هاته الجمعيات، مختلف الفروع النقابية التابعة لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذين أعلن منضوييها دعمهم للحراك الشعبي وتمردهم على قرار الأمين العام للاتحاد بدعم عبد العزيز بوتفليقة.
كما تم الإعلان عن استقالات في منتدى رؤساء المقاولات التي يرأسها علي حداد المقرب من سعيد بوتفليقة.
ينضاف إلى دائرة الرافضين للولاية الخامسة، جمعيات الأطباء والمحامون والصحافيون، بالإضافة إلى المعلمين والطلبة الذين يقودون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد العهدة الخامسة ولسان حالهم يقول «بوتفليقة طفح الكيل».