الشرطة هرعت إلى مكان الواقعة، وألقت القبض على الشخص الذي حاول تحطيم التمثال، لينقسم الجزائريون المتتبعون للحادثة بين مستنكر لهذا الفعل واعتباره تخلفاً ومحاولة لتدمير فن وتاريخ المنطقة، واتهام الفاعل بـ"المتخلف" و"الرجعي"، ونعته بعضهم بـ"الداعشي"، وهناك على الطرف الآخر من أيَّد الفاعل بدعوى أن ذلك التمثال دخيل على الثقافة والتاريخ الجزائريين، وأنه يُعتبر أحد رموز الاستعمار الفرنسي، وأن تمثال النافورة منافٍ لتعاليم الدين الإسلامي بحكم أنه يجسِّد جسم امرأة عارية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها تمثال "عين الفوّارة" المقابِل لمسجد العتيق، أحد أكبر مساجد المدينة، لمحاولة تحطيم؛ ففي صباح 22 أبريل 1997، تعرض لتفجير قنبلة يدوية، لكنه رُمِّم وأعيد لمكانه، وتكررت المحاولة يوم 31 مارس 2006 من قِبل شاب، قام بواسطة مطرقة بتشويه خدها الأيسر وأنفها.
كما أن هناك دعوات سابقة لبعض الشيوخ والأئمة في الجزائر، منهم الشيخ شمس الدين الجزائري الذي طلب من مسؤولي ولاية سطيف ستر التمثال العاري، ويوافقه أحد شيوخ السلفية وهو عبد الفتاح حمداش، والذي طلب بإزالة التمثال؛ لأنه شِرك من صنع الاستعمار الفرنسي، كما أن أحد الأئمة حرَّم الشرب من ماء "عين الفوارة".
ويعود تاريخ تمثال "عين الفوارة" إلى الحقبة الإستعمارية، حيث قام النحات الفرنسي "فرنسيس دوناست فيدال" بإنشاء تمثال على شكل امرأة عارية تطفو على صخرة عالية طولها متران، يتدفق من أقطابها الأربعة ماء بارد بالصيف، دافئ في الشتاء سنة 1899، وسط ساحة الاستقلال بمدينة سطيف.
وأمام تأييد البعض محاولة تحطيم التمثال؛ بدعوى أنه تمثال فرنسي ينافي عادات وتقاليد الشعب الجزائري، واستنكار البعض الآخر الفعل، واتهام الفاعل بأنه متشدد وداعشي- نشر موقع "صوت سطيف"، الذي يهتم بشؤون الولاية، معلومات عن الشخص الذي حاول تحطيم التمثال، تشير إلى أن الفاعل عسكري سابق، مختلّ عقلياً، ونفى الموقع أن يكون للمعنى أية علاقة بأي تنظيم ديني.