صحيح أن فورة الدماء لم تجف، إذ لا يزال حلفاء طهران في اليمن يشنون حملة اعتقالات واسعة في صفوف أنصار الرئيس السابق، ويتحفظون على جثمانه وبعض رفاقه، في مشهد، يعكس حجم المعضلة في البلاد، إلا أن هذه الوقائع لا تحجب حقيقة أن الفاعلين في اليمن مطالبون بالإجابة على سؤال مستقبل البلاد، وتحديد سيناريوهات الحل الذي يمكن أن يخلصها من حكم الميليشيات، وحالة التشظي الذي تتجه إليه بخطى حثيثة.
وفي إطار البحث عن أجوبة لأسئلة المرحلة، التي تتميز بانكشاف الحوثيين سياسيا، رغم سيطرتهم الميدانية على صنعاء، ينقسم المهتمون بالشأن اليمني، بين من يرى ضرورة البحث عن مخرج سياسي للأزمة، يراعي تعقيدات المشهد الاجتماعي في البلاد، وبين من يعتبر أن الحسم العسكري هو الخيار الوارد في ظل ممارسات الحوثيين.
وفي هذا الصدد يقول الكاتب الكويتي، شملان يوسف العيسى، إن أحدًا “لا يعرف مصير اليمن في السنوات المقبلة، لكن الأمر المؤكد هو أن اليمن السعيد لن ينعم بالأمن والاستقرار لأن نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح تعهد بالثأر لأبيه، وحزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح أعلن أن الانتفاضة التي أشعلها صالح لن تُطفأ بعد رحيله، وطالب أعضاء الحزب الشعب اليمني بمواصلة مسيرة النضال والانتفاضة”.
ويضيف الكاتب في مقال منشور له اليوم الجمعة بصحيفة الشرق الأوسط، أنه “آن الأوان لاستقرار اليمن ووقف الحروب القبلية الانتقامية؛ فتهديد نجل الرئيس السابق بالانتقام لوالده والقضاء على كل الحوثيين لن يحدث ولن تُحل مشاكل اليمن واستمرار الحروب للأبد باسم الطائفة أو القبيلة أو الحزب الحاكم”.
وتابع “المرحلة المقبلة في اليمن تتطلب دورًا سياسيًا تقوده دول مجلس التعاون بقيادة السعودية تلعب فيه المبادرة الخليجية دورًا رئيسًا لإنقاذ اليمن من ويلات الحروب وتحاول دول الخليج مع الأمم المتحدة إقناع الفرقاء في اليمن بإجراء استفتاء على الدستور الجديد وإجراء انتخابات للرئاسة والبرلمان بموجبه.. على الميليشيات الحوثية أن تعي بأن اليمن الممزق اليوم لا يمكن أن يخضع لأي نفوذ أجنبي إيراني فيه يتحكم بمصيره”.