ففي الوقت الذي اعتبر البعض أنَّ صوفيا التي قابلت السعوديين لأول مرة، أمس الأربعاء، في محاضرة ألقتها عن مستقبل الاستثمار، هي نموذج عن التطور التكنولوجي الذي يسعى إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمشروع "نيوم"، إلا أنَّ خبر حصولها الجنسية كان صادماً بالنسبة لهم.
فهي باختصار، تعدَّت على حقوق أبناء السعوديات الذين لهم سنوات يحاولون الحصول على الجنسية، وخاصة أنه لم تمض أيام على عرض القضية في مجلس الشورى، الذي فضَّل عدم مناقشتها وتأجيلها لوقت آخر.
والروبوت صوفيا التي صممتها شركة هانسون روبوتيكس، تبلغ من العمر عاماً ونصف العام، تكاد لا تختلف عن البشر، بشرتها دافئة مثلنا تماماً، ولديها قدرة على التحكم بصوتها والتعبير عن مشاعرها خلال استماعها لحديث الشخص أمامها، حتى إنها استوحت شكلها من الممثلة الأميركية أودري هيبورن.
وعلى الرغم أنها فقط أخذت من الممثلة الأميركية ملامح وجهها، وأطلت على السعوديين برأس مليء بالأسلاك، إلا أنّ كثيرين انتقدوا ذلك، وطالبوا بتغطية رأسها، حتى إن منهم من ذهب أبعد من ذلك، وطالبها بارتداء العباءة.
السعوديون الغاضبون من حصول صوفيا على الجنسية تحت وسم #صوفيا_تطالب_بإسقاط_الولاية، مقارنين بذلك وضع البدون وأبناء السعوديات بصوفيا، وسعوديات تمنين لو أنهن مكان صوفيا، للحصول على حقوقهن.
بعض السعوديين اعتبروا أن نهاية هذه الروبوت ستكون وهي ترتدي نقاباً، وتساءل بعضهم هل تسافر من دون محرم، أم ستقود السيارة مباشرة، هل ستُطبَّق عليها القوانين السارية على نساء هذا البلد؟
المتغنّون بهذا الإنجاز وحصول الروبوت صوفيا على الجنسية، غرَّدوا تحت وسم #روبوت_بجنسية_سعودية، وغرَّدوا بتعليقات مختلفة، ومنهم من مازحوها بأنها الآن مثلها مثل السعوديات، وحتى قد يعرض أحدهم عليها الزواج.
وأبدت صوفيا قدراتها في مجال الأعمال التجارية، والخدمات المصرفية، والتأمين، وتصنيع السيارات، وتطوير العقارات، حتى إنها ظهرت كعضو في فريق الشركة بعدد من المناسبات، تحدّثت فيها عن دور الروبوتات والذكاء الاصطناعي وأهميته في حياة الناس.
وجاءت مشاركتها كمتحدث رئيس في فعاليات "Future Investment Initiative"، إذ أعلن صندوق الاستثمارات العامة صراحةً أن مستقبل التكنولوجيا والروبوتات والذكاء الاصطناعي سيشكل فحوى جلسات "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي تختتم اليوم 26 أكتوبر/تشرين الأول في الرياض.