وذكرت صفحات مصرية متخصصة في الشأن الرياضي أن المباريات أجريت بشكل طبيعي رغم غزارة التساقطات المطرية، دون أي توقيف أو تأجيل، ودون تسجيل انزلاقات مؤثرة على أرضية الملاعب، معتبرة أن «الأمر بدا وكأن المطر لم يكن موجودا».
وأضافت أن ما جرى لا يمكن اعتباره «حظا» أو «صدفة»، بل ثمرة عمل منظم واستثمار طويل في بنية تحتية متطورة، تشمل ملاعب بمعايير عالية وأنظمة فعالة لتصريف المياه، مبرزة أن دوريات عالمية كبرى اضطرت في مناسبات عدة إلى توقيف أو تأجيل مباريات بسبب الأمطار.
كما شددت على أن تنظيم البطولة يشكل سابقة على المستوى القاري، من خلال توفير تسعة ملاعب موزعة على ست مدن، إلى جانب تخصيص مقرات إقامة وملاعب تدريب مستقلة لكل منتخب، في إطار يعكس احتراما كاملا للبطولة واللاعبين والجماهير.
«القافلة تسير..»
في المقابل، عبرت جماهير مغربية عن امتنانها للجماهير المصرية، مشيدة بما اعتبرته تعاطيا «صريحا» و«موضوعيا» نقل الوقائع كما هي، دون «تهويل» أو «تحريف».
وجاء ذلك في سياق مقارنة بما وصفته بتناول سلبي للصفحات والإعلام الجزائري الذي سعى إلى التشويش والترويج لأخبار غير دقيقة منذ انطلاق البطولة.
واستحضر متابعون مشهدا عرض على خلفية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، يظهر فيه شخص يسير بثبات برفقة ناقة، في دلالة رمزية على مقولة «القافلة تسير…»، وفي إشارة إلى مضي المغرب قدما في مساره، غير مكترث بالانتقادات أو محاولات التأثير.
وفي هذا السياق، تساءلت جماهير مغربية عن مواقف صدرت عن المعلق حفيظ دراجي، الذي نشر تدوينة على حسابه الشخصي قبل تعليقه على مباراة السنغال وبوتسوانا، ركز فيها على ضعف الحضور الجماهيري وبعض الجوانب السلبية، بدل التركيز على الجوانب التحليلية للمباراة.
واعتبر مختصون في الشأن الرياضي أن اللافت في الأمر هو انتقال مضمون تلك التدوينة من إطار الرأي الشخصي إلى التعليق المباشر على المباراة، ما يطرح، إشكالية الخلط بين الموقف الشخصي والدور المهني، مؤكدين أن المعلق، بحكم منصته الإعلامية، مطالب بالالتزام بالحياد والتركيز على ما يهم المشاهد رياضيا.
حضور قياسي في بداية كأس إفريقيا
وتشهد بطولة كأس إفريقيا انطلاقة استثنائية على مستوى الحضور الجماهيري، حيث تجاوز عدد المتفرجين في أول سبع مباريات فقط حاجز 160 ألف متفرج، وهو رقم يتفوق بوضوح على ما سجل في النسخ السابقة خلال المرحلة نفسها من المنافسة.
وتشير المعطيات إلى أن مباريات اليوم الأربعاء مرشحة لرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 220 ألف متفرج، ما يعادل تقريبا نصف إجمالي الحضور الذي حققته نسخ 2013 و2015 و2017 مجتمعة على امتداد كامل مبارياتها، وهو مؤشر قوي على الزخم الجماهيري الكبير الذي تعرفه البطولة الحالية.
ويرتقب بناء على هذه المؤشرات، أن تسجل نسخة المغرب من كأس إفريقيا حضورا إجماليا يتراوح بين 1.4 و1.5 مليون متفرج، وهو رقم مرشح ليكون قياسيا في تاريخ المسابقة، متجاوزا بذلك الرقم المسجل في كأس الأمم الإفريقية 2023 بكوت ديفوار، الذي فاق 1.1 مليون متفرج.
ويرى متابعون أن هذا الرقم كان من الممكن أن يرتفع إلى ما لا يقل عن 1.7 مليون متفرج لو أقيمت البطولة خلال فصل الصيف، مستفيدا من العطلة وارتفاع وتيرة السفر الجماهيري.


