ولكن رغم انتظار الجمهور لما سيحمله هذا الجزء من تطورات في الأحداث وتغيير في الأبطال، عبر البعض ممن تابع الحلقات الأولى من مسلسل «المكتوب» عن «خيبة أملهم من الجزء الثاني»، معتبرين أنه «يفتقر للتشويق»، وأن «الأحداث بطيئة ومملة عكس الجزء الأول».
وكشف الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، في تصريح لـle360، عن أسباب تعرض الجزء الثاني للانتقاد، رغم تحقيقه لنسب مشاهدة عالية قائلا: «الجزء الأول من مسلسل «المكتوب» عرف إقبالا كبيرا ونجاحا جماهيريا، وقد كان هذا الجزء متوفرا على الحد الأدنى من الجودة الفنية والتقنية ومتماسكا نسبيا كتابة وإخراجا وإدارة للممثلين بالخصوص».
وأضاف: «على ما يبدو، فقرار إنتاج جزء ثان جاء متسرعا نتيجة نجاح الجزء الأول وبسبب الإقبال على مشاهدته، وبسبب هذا التسرع لاحظنا مع بداية الجزء الثاني تحولات في الخط الدرامي للمسلسل بحيث اضطر صناعه لنسج مسارات مختلفة للشخصيات، الأمر الذي جاء متسرعا وبدون مصداقية درامية، بحيث بدت الشخصيات في الجزء الثاني مختلفة تماما عما كانت عليه في الجزء الأول وكأننا جئنا بشخصيات جديدة، وإذا ما حللنا هذا في باب تطور الشخصية سنجد أنه ليس هناك تدرج في بنائها والاشتغال عليها، بالإضافة إلى غياب الدوافع الاجتماعية أو النفسية للسلوكات غير المنطقية لكل شخصية في الجزء الثاني».
وأكد واكريم أنه «كان من الأجدر خلق تاريخ للشخصية تجعل كل تغيير في مسارها يكون ممهدا له منذ البداية ويأتي بشكل متدرج، ولكل فعل دوافعه ومسبباته»، وأضاف: «فعلى سبيل المثال، الابنة الصغرى للمعطاوي تغيرت من النقيض إلى النقيض والتبرير الوحيد الذي نسمعه يتردد باستمرار على لسانها في كل الحلقات هو موت الأب وهذا غير كاف ولم يتم الاشتغال عليه دراميا، والشيخة أيضا لم تعد تتصرف بالشكل الذي يوحي أنها آتية من محيط مختلف شعبي، مع إضافة شخصية زوج الشيخة الذي سيأتي من خارج المغرب».
وختم الناقد تصريحه قائلا: «لحدود الحلقات التي تم بثها، يبقى الجزء الثاني أقل بكثير من مستواه الفني الذي أبان عنه الجزء الأول، رغم أن أغلب الممثلين ظلوا محافظين نسبيا على أدائهم التشخيصي وربما هذه أهم قوة في المسلسل».