وتطرقت الجمعية، عبر بلاغ لها، توصل Le360 بنسخة منه، إلى «مشاهد مرعبة لدمار عارم، في كل مكان، كشفت عنها الخيوط الأولى لشمس يوم السبت 9 شتنبر، تفجع القلوب وتسرع الدموع المقل، وتكشف عنف الزلزال الغادر الذي باغث الناس وهم نيام، أو يستعدون للنوم، إذ كانت الفاجعة أكبر فإقليم الحوز، حيث دفنت قرى برمتها تحت الردم، وهوت سلاسل من الدور والمنازل على رؤوس سكانها، وانهارت مؤسسات تعليم وإدارات وطرق ومسالك، وزهقت أرواح شيوخ ورضع وأطفال، ويُتمت عائلات وأسر في أبنائها».
وتسجل الجمعية الوطنية للإعلام والنشر، عبر مبعوثي عدد من الجرائد والصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات الخاصة، «عنف الطبيعة على سلم الألم والحزن، وما تخلفه هذه الهزة، على مدار الساعة، من خسائر في الأرواح وإصابات وجروح وحالات حرجة، لا يمكن إلا أن تفجع القلب وتدمي الروح».
في هذا الصدد، قالت الجمعية: «لا نملك، بهذه المناسبة الأليمة، إلا أن نرفع الأكف إلى السماء داعين بالرحمة والمغفرة وحسن المثوى والملاذ، لمئات القتلى الذين نعتبرهم شهداء وشهيدات عند ربهم يرزقون، مع خالص التعازي إلى أسرهم وذويهم في هذا المصاب الجلل، كما ندعو بالشفاء العاجل إلى المصابين، وأن يلهم الصبر والجلد أهالي باقي المفجوعين والمنكوبين والضحايا».
وأظهرت فاجعة الحوز، مرة أخرى، يضيف بلاغ الجمعية، «المعدن الأصيل للمغاربة من طنجة إلى الكويرة، وهو ما سجلته الجمعية الوطنية بكل اعتزاز، وهي ترى هبة التضامن الإنساني والاجتماعي والأخلاقي لملايين المواطنين الذين عبروا عن استعدادهم للتطوع في عمليات الإغاثة والإنقاذ، كما لم يترددوا في تلبية نداءات التبرع بالدماء، حيث ازدحمت مراكز تحاقن الدم، بأعداد غفيرة من المتبرعين».
وأردفت أنه «لن يكتفي المغاربة بذلك، بل سيسارعون إلى المساهمة في حساب التضامن لضحايا الزلزال، الذي أوصى به جلالة الملك نصره الله في بلاغ صادر عن الديوان الملكي».
وفي هذا الإطار، أعلنت الجمعية الوطنية للإعلام الناشرين «مساهمتها بنصف مليون درهم في الحساب التضامن، وفاء للأخلاق الوطنية، وأخلاق الجسم الإعلامي والصحافي الذين لن يتخلف، يوما، في مثل هذه اللحظات الوطنية العصيبة»، مُنوّهت بـ«التوجيهات السامية الصادرة عن جلالة الملك محمد السادس في اجتماع طارئ مع المسؤولين، وجودة القرارات والإجراءات الصادرة عنه».
وعبّرت الجمعية عن «اعتزازاها بالمجهودات الاستثنائية التي ما فتأت تقوم بها فرق الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والوقاية المدنية ومصالح وزارة الصحة في جميع مواقعهم، مساندين من فرق إغاثة قادمة من الدول الصديقة التي هبت لمساعدة المغرب في المصاب الجلل».
هذا، وقد وجّهت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تحذيراتها «من الأساليب القذرة لاستغلال الفاجعة من طرف تجار المآسي والفواجع، لترويج الإشاعات والأخبار الزائفة، قصد الترهيب والتخويف، ومد يد العون للمخربين واللصوص»، داعية «الزملاء الصحافيين في جميع المواقع لمزيد من اليقظة والتحري الجيد في الأخبار والصور والفيديوهات، واحترام قواعد المهنة وأخلاقياتها، حماية للمغرب والمغاربة، ودفاعا عن قيمه في هذه الظرفية».
وفي ختام بلاغها، جدّدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين «عزائنا لجميع الضحايا والمنكوبين، والرحمة والمغفرة للجميع».