الندوة، التي تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي الذي يقوده فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للمؤسسة، شكلت مناسبة لاستعراض جهود قناة “تمازيغت” في توثيق الموروث الثقافي المغربي، عبر إنتاجات وثائقية ناطقة بالأمازيغية، بمختلف روافدها اللغوية، تسعى لتعزيز الوعي بالهوية الوطنية المتعددة وتعميق فهم الأجيال القادمة لثقافتها وتقاليدها.
وأكد عبد الله الطالب علي، المدير المكلف بالبرامج الأمازيغية، أن القناة حققت منذ تأسيسها متابعة متزايدة، حيث أنجزت ما بين 2010 و2021، ما مجموعه 146 برنامجا وثائقيا، وتم دبلجة 48 عملاً إلى الأمازيغية، في حين شهد عام 2024 وحده إنتاج أزيد من 74 حلقة وثائقية ضمن أكثر من 10 سلسلات.
وأوضح المسؤول ذاته أن القناة تواصل جهودها لتقديم محتوى متنوع يعكس غنى المشهد الثقافي المغربي، ويستجيب لتطلعات الجمهور، خصوصاً في المناطق النائية، مشدداً على أن الوثائقي الأمازيغي أصبح اليوم أداة استراتيجية في تعزيز الحق في الإعلام والتنوع الثقافي بالمغرب.
ومن جانبها، استعرضت الصحافية نادية احسيسو تجربتها في إنجاز العمل الوثائقي “أمغار نايت أويرا”، المتوج بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة لعام 2024، مشيرة إلى حرص القناة على تقديم مواضيع ذات عمق محلي تُترجم إلى مضامين ذات بُعد معرفي وحضاري.
وشهدت الندوة أيضا تدخلات من خبراء في المجال، من بينهم محمد بن سيدي، وحمو الحسناوي، وسعيد بلي، الذين نوهوا بتراكم قناة “تمازيغت” لإرث وثائقي مميز يُعد مرجعاً هاماً في المشهد الإعلامي الوطني، سواء من حيث جودة المحتوى أو التقنيات المعتمدة.
وخلص المتدخلون إلى أن قناة “تمازيغت” أصبحت نموذجاً في توظيف الإعلام السمعي البصري لخدمة التنوع الثقافي المغربي، وتثبيت الأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية.



