وأفاد بلاغ للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن الندوة الافتتاحية، التي اختير لها عنوان « إنجازات قناة الأولى من أجل إشعاع المغرب من خلال البرامج الوثائقية »، شكلت مناسبة لتقديم معطيات كمية ونوعية حول التطور الذي عرفه هذا اللون الإعلامي خلال السنوات الأخيرة، في سياق رؤية استراتيجية تعتمدها الشركة برئاسة فيصل العرايشي، تروم تعزيز الانفتاح على الجمهور وتجويد المحتوى الإعلامي العمومي.
وثائقيات بالأرقام والمضامين
في كلمته بالمناسبة، أبرز عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث، أن قناة « الأولى » جعلت من البرامج الوثائقية محوراً أساسياً في شبكتها البرامجية، نظراً لفعاليتها في صون الهوية الثقافية للمغرب وتعزيز الوعي بتاريخ البلاد وحضارتها.
وأوضح أن مجموع الحلقات الوثائقية المنتجة بين عامي 2021 و2024 بلغ 479 حلقة، سجلت تفاعلاً واسعاً لدى الجمهور، محققة نسب مشاهدة تراكمية تتراوح ما بين 5 و8 ملايين مشاهد.
وأكد الرامي أن هذه الوثائقيات تُعد جسراً يربط بين الماضي والحاضر، بفضل معالجاتها العميقة ومواضيعها الغنية التي تتناول التراث المغربي المادي واللامادي، مع التركيز على القيم الوطنية والثقافية المشتركة بين مختلف مكونات المجتمع.
التوثيق بالصوت والصورة... بروح فنية
من جانبها، اعتبرت الإعلامية بشرى مازيه، المعدة والمقدمة بقناة « الأولى »، أن الوثائقيات المنتجة تعكس تنوعاً كبيراً، سواء من حيث مواضيعها أو مصادر إنتاجها، مشيرة إلى المزج بين الإنتاج الداخلي والخارجي.
وأكدت أن القناة تحرص على تقديم محتوى يتسم بالمصداقية والجودة والعمق، من خلال تقنيات حديثة في التصوير والإخراج، وسرد روائي مشوق مدعوم بشهادات حية ومشاهد ميدانية دقيقة.
وأضافت مازيه أن هذه البرامج لا تؤدي فقط دوراً تثقيفياً، بل تساهم أيضاً في الترويج للسياحة الثقافية، من خلال تسليط الضوء على مقومات المغرب البيئية والمعمارية والإنسانية.
نجاحات وتكريمات... وإشادة بالاحترافية
خلال الندوة، تم استعراض عدد من النماذج الناجحة في مجال الوثائقيات، أبرزها الفيلم « الساكن ذاتي »، المتوج بالجائزة الأولى في المسابقات البرامجية العربية لعام 2024 عن فئة الفنون الشعبية، والفيلم « عيوط ومكاحل » الذي يوثق لفن « التبوريدة »، والذي لقي تفاعلا واسعا من طرف الجمهور.
كما تم التذكير ببرامج وثائقية بارزة أخرى، مثل « الحالمون »، الذي أرّخ لإنجاز المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، والبرنامج الرائد « أمودو »، الذي استطاع منذ سنوات أن يشكل مرجعاً في توثيق التنوع البيئي والمعماري والثقافي للمغرب.
الإعلام في خدمة الصالح العام
الندوة عرفت مشاركة المحامي والرئيس السابق لفريق برلماني، شقران أمام، الذي نوه بالتطور النوعي الذي شهدته وثائقيات « الأولى »، على مستوى اختيار المواضيع والمعالجة البصرية والسردية.
واعتبر أن هذا التطور يكرس الدور الدستوري للإعلام العمومي في خدمة الصالح العام، والمساهمة في بناء مواطن عارف بماضيه، متفاعل مع حاضره، ومنفتح على مستقبله.
رهان مستمر على التميز الثقافي
تأتي هذه الندوة في سياق انخراط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في استراتيجية ترمي إلى تعزيز حضور الإعلام العمومي في المشهد الثقافي الوطني، من خلال فتح حوار مباشر مع الجمهور، والاستماع إلى ملاحظاته واقتراحاته، وتكريس مبدأ القرب والمشاركة.
ويُنتظر أن تتواصل فعاليات الرواق المؤسساتي للشركة ضمن المعرض الدولي للنشر والكتاب، من خلال سلسلة ندوات ولقاءات تفاعلية تهم قضايا الإعلام والثقافة والإبداع.




