من خلال هذه الخطوة، تسعى جوجل إلى بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية الرقمية، المهارات التقنية، والقدرة على التحكم في تدفق البيانات عبر القارة.
العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية
تتجاوز التزامات جوجل المالية، التي تتجاوز مليار دولار، مجرد الاستثمارات لتشمل إنشاء ممرات رقمية فعلية. تُعتبر الكابلات البحرية «إكويانو» على الساحل الغربي و«أوموجا» التي تربط شرق إفريقيا بأستراليا من أبرز هذه المشاريع.
يمر كابل أوموجا عبر كينيا، أوغندا، رواندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، زامبيا، زيمبابوي، وجنوب إفريقيا، مما يجعله محورا استراتيجيا في الاتصال بين القارات.
تُعتبر هذه الكابلات بمثابة «العمود الفقري» للاتصال الرقمي بين الشرق والغرب، مما يقلل من الاعتماد على الطرق التقليدية عبر أوروبا. في الوقت نفسه، يُعد مركز البيانات السحابي في جوهانسبرغ (جنوب إفريقيا) مركزا لمعالجة البيانات على مستوى القارة، مما يساهم في تعزيز السيادة الرقمية في منطقة مالية مستقرة. تشير جوجل إلى أن هذه الاستثمارات قد مكنت 100 مليون إفريقي من الوصول إلى الإنترنت للمرة الأولى، مما يترك تأثيرا اقتصاديا ملموسا.
Atelier de codage utilisant une interface d'IA comme Gemini. Grâce à l'offre d'abonnement gratuit au « Google AI Pro plan », le Maroc bénéficie d'un accès privilégié aux outils d'IA. L'objectif pour Google : capter et fidéliser les futurs talents marocains qui maîtriseront nativement ses technologies.
الدول الرائدة في نشر الذكاء الاصطناعي المتقدم
تركز استراتيجية جوجل في نشر خدمات الذكاء الاصطناعي المتقدم على ثمانية دول: مصر، غانا، كينيا، المغرب، نيجيريا، رواندا، جنوب إفريقيا، وزيمبابوي. تجمع هذه الدول بين الوزن الديموغرافي والاقتصادي الكبير (مثل نيجيريا، مصر، وجنوب إفريقيا)، ومراكز الابتكار المعروفة (مثل كينيا، غانا، ورواندا)، والأسواق الناشئة ذات الإمكانات الكبيرة (مثل المغرب وزيمبابوي).
تقدم جوجل للطلاب في هذه الدول اشتراكا مجانيا لمدة عام في «خطة جوجل للذكاء الاصطناعي المحترف»، مما يتيح لهم الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. يهدف هذا العرض إلى جذب وتدريب المواهب المحلية، مما يعزز من قدرة هذه الدول على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في مختلف المجالات.
التحديات والفرص المستقبلية
بينما توفر هذه الاستثمارات فرصا كبيرة للدول المشاركة، فإنها قد تؤدي أيضا إلى تفاقم الفجوات الرقمية بين الدول المتقدمة رقميا وتلك التي لا تزال في مراحل مبكرة من التحول الرقمي. من المهم أن تعمل الدول غير المشمولة في هذه المبادرات على تعزيز بنيتها التحتية الرقمية وتطوير مهاراتها التقنية لضمان عدم تهميشها في المستقبل الرقمي للقارة.
تُظهر هذه الاستراتيجية أن جوجل لا تقتصر على تقديم خدمات رقمية، بل تسعى إلى بناء نظام بيئي رقمي متكامل في إفريقيا، مما يجعلها لاعبا رئيسيا في تشكيل المستقبل الرقمي للقارة.









