منصف بلخياط هو نتاج المدرسة العمومية المغربية، فبمجرد حصوله على دبلوم المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالمغرب بالدار البيضاء، ولج مباشرة سوق الشغل من خلال الشركة العالمية Procter & Gamble، التي مكنته، كما يقول، من تعلم قواعد ريادة الأعمال.
في 29 يوليوز 2009، عين الملك محمد السادس منصف بلخياط في منصب وزير الشباب والرياضة، في إطار تعديل حكومي مصغر لحكومة عباس الفاسي. « لم أكن أتوقع هذا الأمر. عقب عودتي إلى المغرب سنة 2000، بعدما توليت عدة مهام في الشرق الأوسط وإفريقيا لفائدة Procter & Gamble، التحقت بجمعية بدائل وجمعية دابا 2007، ومن خلالهما ناضلت من أجل حث الشباب على الانخراط في العمل السياسي والجمعوي »، يقول منصف بلخياط، معبرا عن أسفه لـ »غياب تجديد النخبة السياسية الحالية ».
وتم تعيين منصف بلخياط في منصب وزير الشباب والرياضة في الوقت الذي كان يدير فيه شركة Atcom، قطب التواصل بمجموعة فينانس كوم (التي أصبحت الآن O Capital Group)، التي يرأسها عثمان بنجلون. وقال بلخياط: « عندما علم الرئيس عثمان بنجلون بتعييني، أرسلت له رسالة رد عليها بأخرى يشجعني ويتمنى لي التوفيق في مهامي الجديدة »، مثنيا بشكل خاص على رئيسه السابق قائلا: « عثمان بنجلون رجل وطني، يحب بلده وملكه. ذو بعد نظر، إذ أنه، في كل مرحلة من عمره، كانت له رؤية استشرافية تمتد من عشر إلى 30 سنة. وهذا ما يشكل قوته ».
وردا على سؤال بخصوص أسباب اعتزاله الحياة السياسية في أبريل 2020، أكد نائب الرئيس السابق لجهة الدار البيضاء-سطات وعضو المكتب السياسي السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار، أنه أعطى بما فيه الكفاية خلال عشرين سنة باعتباره فاعلا جمعويا ومنتخبا ووزيرا. وأضاف رئيس مجموعة H&S Invest قائلا: « تحجم البنوك عن منح قروض لرجال السياسة. وبسبب ضغوط البنوك المغربية والدولية، فإن السياسة والأعمال لا يلتقيان ».
وأشاد منصف بلخياط بتجربة ملاعب القرب واعتبر بأنها لاقت « نجاحا كبيرا »، وهي التجربة التي تم إطلاقها خلال فترة توليه للمسؤولية الحكومية، بالرغم من بعض المشاكل المتعلقة بالحكامة. وقد تم إنجاز هذه الملاعب، يوضح منصف بلخياط، بفضل شراكة بين وزارة الرياضة (التمويل) والجماعات (توفير العقارات)، وتطلب المشروع استثمارا تراوح بين 500 ألف درهم إلى 5 ملايين درهم بالنسبة لكل ملعب.
وبخصوص الانحرافات المسجلة بشأن استغلال تلك الملاعب، خاصة من طرف بعض المنتخبين والجمعيات التي تستغل هذه المنشآت الرياضية لأهداف انتخابوية أو تجارية، من خلال فرض دفع مبالغ مرتفعة على الشباب من أجل الولوج إليها، قال منصف بلخياط إن هذه المسألة كانت موضوع نقاش حاد عندما كان يتحمل المسؤولية الحكومية.
وأوضح قائلا: « لقد حددنا مبلغ 20 درهما شهريا من أجل الولوج إلى هذه الأندية الاجتماعية الرياضية. كانت هناك عدة خيارات قيد الدرس. أعتقد أن الأمثل هو ترك تدبير هذه الملاعب للجمعيات، ولكن مع تجنب أي استغلال سياسي محتمل ».
وبخصوص الملاعب الكبرى لكرة القدم، أشاد منصف بلخياط بالمجهودات الكبيرة التي تم القيام بها من أجل تسريع وتيرة الأشغال لإنجاز ملاعب مراكش وطنجة وأكادير، وهي الملاعب التي تستجيب للمعايير الدولية.
ومن جانب آخر، قال الوزير السابق إن ملف الترشيح المشترك المغربي-الإسباني-البرتغالي من أجل تنظيم كأس العام 2030 «ملف قوي».
وأوضح بلخياط قائلا: « بدون المغرب، فإن ملف إسبانيا والبرتغال سيكون مصيره الفشل. وكذلك ملف المغرب لا يمكنه أن ينجح إلا بالانخراط مع ملف إسبانيا والبرتغال. ويرى منصف بلخياط أن القدرة التفاوضية للمغرب تؤهله لاستضافة المباراة الافتتاحية أو المباراة النهائية لكأس العالم 2030″.