وانتشر الخبر فور إعلان المُنتج محروس المصري عن تعاقده مع عائلة الكاتب الراحل محمود أبو زيد ليصدر المُنتج بياناً صحفياً عن عزمه على إعادة تحويل الفيلم الشهير الذي عُرض عام 1987 إلى مسلسل تلفزيوني. لهذا جاء تعاقد المُنتج مع كاتب السيناريو أحمد صبحي لإعادة كتابة المسلسل من جديد وتعيين عبد العزيز حشاد لإخراج العمل. وفي الوقت الذي أشاد فيه الجمهور المصري بأهمية الفكرة على أساس أنّها تُعيد إحياء أحد أحمل الأفلام في تاريخ السينما المصرية على مُستوى التأليف، وجّه البعض نقداً لفكرة التحويل، مُعتبرين أنّ الفكرة من حيث المبدأ تُضمر عجزاً في عدم قُدرة الوسط الفنّي المصري على الإبداع واجتراح قصص جديدة وحكايات مُتخيّلة انطلاقاً من التحوّلات السياسية والاجتماعية التي تطال المجتمع المصري اليوم.
هذا ويُعتبر «جري الوحوش» الذي يلعب دور بطولته كلّ من نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ونورا وحسين الشربيني، أحد أبرز الأفلام الشعبيّة المعروفة في الوسط المصري، لكونه جمع العديد من النجوم في السينما المصرية، وقدّم موضوعاً مُهمّاً ظلّ في حكم اللامفكّر فيه داخل السينما المصرية.
ويحي الفيلم قصّة سعيد الذي يُعاني من عدم الإنجاب فيُقرّر صديقه الطبيب مساعدته عن طريق زرع مخ لرجل فقير يُعاني من التعب، ورغم قدرة سعيد على الإنجاب مُجدّداً، فإنّ العلاقة تتشابك فور عدم قُدرة الزوجة على الإنجاب، بهذه الطريقة الذكية طرح المُؤلّف سؤال عميقاً يتّصل بالمجتمعات التقليدية والطريقة التي بها ترى وتُقيّم عمليات الإنجاب.