وتشير مصادر مطلعة ل Le360 إلى أنه لا شيء مؤكد بخصوص تدبير هذا الملف سوى بعض المؤشرات الإيجابية التي تظهر من خلال تصويب القناة القطرية لخريطة المغرب، وبثها مكتملة بصحرائها. بالإضافة إلى تصريحات وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في محيطه الضيق، بالحديث عن “انتصاراته الشخصية”، والدور الذي لعبه في عودة الجزيرة إلى المغرب، لأنه “يحضى بالثقة لدى صناع القرار في الجزيرة”.
وفي السياق ذاته يلاحظ تطور كبير في تعامل الجزيرة مع القضايا الوطنية الأمر الذي بدى جليا في تغطية قناة الدوحة للمناورات الأخيرة ل”بوليزاريو” وحليفتها الجزائر، حيث غطت الجزيرة الأحداث بشكل متوازن وموضوعي من خلال استضافة الطرف المغربي والاستماع إلى رأيه.
وفي ظل الإشكال الكبير الذي يعيشه الاعلام العمومي وموت التلفزيون المغربي، فإن قضية الجزيرة أصبحت ملفا ثانويا يجب النظر إليه بشكل عام من خلال إعادة النظر في صيغة “الاعتمادات” ككل، وليس الاكتفاء بالاستحواذ على “نصر صغير” ساهمت فيه العديد من الأطراف.
لتبقى جميع الأسئلة مشروعة حول الصيغة الجديدة التي ستعمل بها الجزيرة، وهل ستعود إلى طريقة العمل القديمة؟ وما مصير نشرة المغرب العربي؟ وغيرها من الأسئلة التي لا أحد يجد لها إجابة.
والأهم من كل هذا، تشبت المغرب بموقفه الصائب ليتخذ “المكسب” طابع الديمومة، خصوصا أن الجزيرة ارتكبت أخطاء فادحة في حق البلاد، بدل الترويج الذاتي ل”من يقف وراء هذا الإنجاز”. ففتح مكتب الجزيرة بالرباط ليس “نضالا فرديا” بقدر ما هو مجهود لديبلوماسية متعددة القنوات.