واعتبرت العديد من المنابر الدولية أن حفل الافتتاح، من حيث الإخراج والتنظيم، شكل رسالة قوية تؤكد قدرة المملكة على تقديم أفضل نسخة في تاريخ البطولة، سواء على المستوى التنظيمي أو الرياضي.
الصحافة البريطانية: إشادة بأداء أسود الأطلس
في هذا السياق، كتبت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن المنتخب المغربي يعد، منذ مشاركته المميزة في كأس العالم 2022، أفضل المنتخبات الإفريقية تصنيفا، مشيرة إلى أن الأداء الذي قدمه « أسود الأطلس » يعكس طموحا وطنيا مدعوما باستثمارات كبيرة في البنيات التحتية والملاعب، في إطار رؤية استراتيجية يقودها الملك محمد السادس.
وأبرزت القناة البريطانية أن تحديات أكثر قوة تنتظر المنتخب المغربي، بداية بمواجهة منتخب مالي يوم الجمعة المقبل، مؤكدة في الآن ذاته أن المغرب بات فاعلا مركزيا في المشهد الكروي العالمي، رغم أن الرهان المباشر يظل قاريا.
من جهتها، أشارت صحيفة The Independent إلى أن المنتخب المغربي فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى للمباراة، رغم تماسك دفاع جزر القمر، معتبرة أن المقصية الرائعة لأيوب الكعبي في الدقيقة 74 منحت المغرب « انطلاقة مثالية » في البطولة.
أما صحيفة Daily Mail، فاعتبرت أن هذا الفوز يمثل الانتصار التاسع عشر تواليا للمنتخب المغربي، في رقم قياسي عالمي انطلق منذ مارس 2024، مشددة على أن المشوار لن يكون سهلا في ظل مواجهة منتخبي مالي وزامبيا، سعيا لتحقيق أول لقب قاري منذ ما يقارب خمسين سنة.
الصحافة المصرية: نسخة 2025 مرشحة لتحطيم الأرقام القياسية
بدورها، أشادت الصحافة المصرية بانطلاقة كأس أمم إفريقيا بالمغرب، معتبرة أن حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية شكلا إعلانا واضحا عن دورة استثنائية مرشحة لتحطيم الأرقام القياسية تنظيميا وإعلاميا.
وأبرزت « بوابة الأهرام » أن حفل افتتاح البطولة حظي بمتابعة واسعة في نحو 180 إقليما حول العالم، ما يعكس المكانة المتنامية لكرة القدم الإفريقية وقدرتها على جذب اهتمام عالمي متزايد.
وأضافت أن نسخة المغرب 2025 نجحت منذ يومها الأول في اقتحام أسواق بث جديدة، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك، مؤكدة أن الكرة الإفريقية باتت لغة عالمية مشتركة مدعومة بشراكات بث غير مسبوقة عبر القارات الخمس.
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤشرات الأولية توحي بإمكانية تجاوز الرقم القياسي المسجل في نسخة كوت ديفوار، التي بلغت نسبة مشاهدتها 1.5 مليار متابع، خاصة مع بث البطولة عبر أكثر من 60 قناة داخل القارة الإفريقية وحدها.
من جهتها، ركزت صحيفة اليوم السابع على الجانب الرياضي، معتبرة أن فوز المغرب مكنه من قص شريط المنافسة دون مفاجآت غير سارة للبلد المضيف، مبرزة أن المنتخب واصل نتائجه الإيجابية على أرضه، محافظا على سجله خاليا من الهزائم في المباريات الرسمية منذ سنة 2009.
وأوضحت الصحيفة أن عدد مباريات المنتخب المغربي دون خسارة على أرضه بلغ 34 مباراة، منها 30 انتصارا و4 تعادلات، إلى جانب رفع سلسلة انتصاراته المتتالية إلى 19 فوزا، فضلا عن مواصلته التفوق في دور المجموعات، دون هزيمة في آخر 12 مباراة.
الصحافة البرازيلية: المغرب مرشح بارز للتتويج
من جانبها، أشادت أبرز وسائل الإعلام الرياضية البرازيلية بأداء المنتخب المغربي، حيث وصف موقع ge.globo المنتخب بأنه من أبرز المرشحين لنيل اللقب القاري، مستفيدا من دعم جماهيري كبير وأداء جماعي ناضج وهجومي.
وسلط الموقع الضوء على الهدف “المذهل” الذي سجله أيوب الكعبي بضربة مقصية، إضافة إلى الدور البارز لإبراهيم دياز الذي افتتح التسجيل مع بداية الشوط الثاني.
وتقاسمت كل من ESPN Brasil وUOL الرؤية نفسها، معتبرتين أن المغرب فرض إيقاعه تدريجيا وبدأ مشواره بنجاح واضح، بصفته مرشحا قويا للتتويج.
وذكرت الصحافة البرازيلية بأن المنتخب المغربي، الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 ويتصدر المنتخبات الإفريقية في تصنيف الفيفا، يتعامل مع كأس أمم إفريقيا كمحطة استراتيجية في إطار التحضير لمونديال 2026.
الصحافة القطرية و« الكاف« : إشادة بحفل افتتاح تاريخي
بدورها، وصفت صحيفة الراية القطرية حفل الافتتاح « بالمبهر »، مشيرة إلى العروض الفنية التي مزجت بين أحدث تقنيات الليزر والألعاب النارية والإيقاعات الإفريقية، في لوحة جسدت التراث المغربي والعمق الإفريقي المشترك.
وأكدت الصحيفة أن هذه الانطلاقة تعكس الجاهزية الكاملة للمغرب لتنظيم نسخة تاريخية من البطولة، تزامنا مع طموحات جماهيرية كبيرة لتحقيق اللقب.
أما الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، فأشاد بحفل الافتتاح، معتبرا إياه من بين أكثر لحظات الافتتاح تميزا في تاريخ كأس أمم إفريقيا، لما حمله من مزج بين الموسيقى والإضاءة والحركة والرمزية في عرض بصري موجّه لجمهور عالمي.
وأبرز « الكاف » أن مشاركة الفنان العالمي فرانش مونتانا أضفت طابعا خاصا على الحفل، مجسدة التقاء الهوية الإفريقية بالانتشار العالمي، ومؤكدة دور المغرب كجسر ثقافي بين إفريقيا والعالم.
وختم الاتحاد الإفريقي بالتأكيد على أن كأس أمم إفريقيا لم تعد مجرد بطولة كروية، بل منصة ثقافية تعبر عن الإبداع الإفريقي وتخاطب العالم بلغة الفن والطموح إلى جانب كرة القدم.
