شخصيات تاريخية مغربية تقدمها سلسلة "تاريخنا فخرنا"

DR

في 04/04/2015 على الساعة 16:30

تقدم قناة "ميدي 1 تي في"، قريبا، السلسلة التاريخية الجديدة "تاريخنا فخرنا"، وهو العمل الذي تهدف من خلاله القناة الوطنية إلى إبراز محطات مهمة من التاريخ المغربي الممتد عبر أكثر من 12 قرنا، القائم على التنوع والتسامح والتعايش والانفتاح، في هذا الحوار يتحدث المؤرخ علال ركوك لـLe360 عن سيمات السلسلة.

وعن المقاييس التي اعتدمت من أجل اختيار الشخصيات، قال ركوك لـLe360 "إنها معاير علمية متعددة من أهمها مكانتها التاريخية في تاريخ المغرب وخاصة المرحلة التي تنتمي إليها، إضافة الى دورها في بناء صرح الحضارة المغربية ومجابهة الأخطار الخارجية التي كانت تحدق ببلادنا إبان فترة تلك الشخصيات، دون إغفال دورها في الإشعاع الحضاري للمغرب خاصة في الضفة الشمالية من البحر المتوسط، كما أنها شخصيات بطولية تركت بصماتها بكيفية بارزة في تاريخنا الوطني، مع التأكيد على حرصنا على تبني مقاربة النوع في اختيار هذه الشخصيات من خلال تنويعها بين الذكور والإناث، في إبراز مدى مساهمة المرأة في بناء تاريخ المغرب منذ القدم”.

وعن اللغة المعتمدة لإيصال المنتوج للمتفرج، صرح ركوك "اللغة التي اعتمدنا عليها في هذه الأفلام الوثائقية هي الدارجة المغربية، لعدة أسباب من أهمها كون الجمهور المتلقي يتشكل في أغلبيته من عامة المواطنين وبالتالي ارتأينا تقديم منتوج قابل للفهم والاستيعاب وليس فقط من أجل الاستهلاك وتمكين الأسر المغربية من الاستفادة أكثر من هذه السلسلة التاريخية وتلقين الأبناء المعالم التاريخية التي ميزت تلك الحقبة”. 

أما بخصوص المواصفات التي يجب توفرها في الأعمال التاريخية فحددها في مجموعة من المواصفات من بينها تجسيد الحقيقة التاريخية المرتبطة بالشخصيات أو المرحلة التاريخية موضوع العمل الفني، وتبني الأمانة العلمية في نقل المعرفة التاريخية من المستوى الأكاديمي الى المستوى الفني، والاختيار الدقيق للشخصيات التاريخية موضوع العمل الفني، ولكن مع الحرص على عدم السقوط في التاريخ البطولي والترويج لمغالطات تاريخية تجعل المتلقي غير المتخصص في الحقل التاريخي يعتقد أن التاريخ من صناعة الأبطال فقط وليس الشعوب، بل ينبغي أن يعكس الفيلم الوثائقي قضايا تاريخية متنوعة تمتد إلى مختلف جوانب المجتمع المغربي ومعيشه اليومي.

وتابع المتحدث ذاته "يجب أيضا تفادي الوظيفة الايديولوجية للفيلم الوثائقي والغرض المخفي من وراء إنجازه، خاصة وأن بعض الأفلام الوثائقية ذات الصبغة التاريخية يطغى عليها الجانب الرسمي والمناسباتي، كما يجب أيضا الانفتاح على مراجع ومصادر تاريخية متنوعة قبل إنجاز الفيلم الوثائقي، والانفتاح على مؤرخين وباحثين متخصصين في الحقل التاريخي وخاصة الفترة التاريخية موضوع العمل الفني، مع الحرص على تبني تعددية الآراء حتى تتضح الرؤية أكثر حول موضوع أو شخصية الفيلم الوثائقي”.

وأضاف ركوك "إلى جانب كل هذا يجب أيضا الاختيار الدقيق لمناطق انجاز الفيلم وأزمنته، آخذين بعين الاعتبار أن زمن ومجال الفيلم الوثائقي ليس نسخة طبق الأصل لزمن ومجال الشخصيات التاريخية موضوع العمل الفني، إضافة إلى عدم الاقتصار فقط على الشخصيات التاريخية البطولية، بل ينبغي العمل على إنجاز أعمال فنية مرتبطة بشخصيات مناهضة، وذلك حتى لايعتقد المشاهدون غير المتخصصين أن تاريخ المغرب هو تاريخ أبطال وأمجاد وليس تاريخ مد وجزر وتحولات ومنعطفات حاسمة قادتها شخصيات لازالت منسية حتى في الكتابات الأكاديمية”.

وشدد ركوك على أن الفيلم الوثائقي التاريخي بمثابة "شاهد على العصر" ينبغي أن ينقل المعرفة التاريخية بأمان وشفافية، حتى يؤدي رسالته الفنية بصدق ولايجعل المتلقي يقف تائها بين مختلف لحظات الفيلم وتختلط عليه الأمور، وبالتالي يصعب عليه تفكيك خيوط الفيلم الوثائقي، فتضيع الحقيقة التاريخية ويتخذ مواقف غير موضوعية تجاه الشخصيات موضوع العمل الفني خاصة وأن أغلب المشاهدين من عامة الناس وغير متخصصين تاريخيا وسينمائيا لاتخاذ مواقف صحيحة تجاه أي عمل فني، خاصة المرتبط بحقل التاريخ حيث الحقيقة تتجاذبها أقلام المؤرخين والباحثين وتزداد الأمور تعقيدا بنقلها إلى المجال الفني.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 04/04/2015 على الساعة 16:30