في ظل هذه المزاعم الجزائرية، قالت مصادر من مكافحة الإرهاب الإسبانية، أمس الخميس، إن مصالح الأمن كشفت صورا التقطت بمطار مدريد باراخاس تظهر منفذ هجوم باريس أميدي كوليبالي وزوجته حياة بومدين رفقة ثلاثة أشخاص آخرين.
وأوردت وسائل إعلام محلية نقلا عن المصادر ذاتها أن هذه الصور تتوافق وتسجيلات التقطت يوم ثاني يناير بالمحطة الرابعة في مطار مدريد باراخاس.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن حياة بومدين امتطت أول رحلة إلى اسطنبول مع رجل آخر، فيما امتطى الشخصان الآخران، بعد ساعات من ذلك، رحلة ثانية إلى تركيا.
أما كوليبالي، منفذ الهجوم ضد متجر "كاشير" ببوابة فينسين في باريس، مخلفا مقتل أربعة أشخاص، فعاد على متن سيارته إلى فرنسا حيث قتل، أياما بعد ذلك، شرطية، واحتجز، في اليوم الموالي، رهائن بهذا المتجر.
وكانت صحيفة (لا فنغوارديا) الكتالونية قد ذكرت أمس الخميس أن كوليبالي مكث بمدريد ما بين 30 دجنبر الماضي وثاني 2 يناير الجاري رفقة زوجته وشخص آخر لم تحدد هويته بعد.
وأضافت أن مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية ونظيرتها الفرنسية تحققان حول أنشطة كوليبالي في إسبانيا لتحديد ما إذا كانت هناك، بهذا البلد، "خلية دعم" للإرهابيين الذين قتلوا بفرنسا. وبحسب مصادر إسبانية، فإن كوليبالي أجرى مكالمات هاتفية مع أشخاص بفرنسا خلال إقامته بإسبانيا، قبل العودة إلى باريس على متن سيارة.
وذكرت مصادر قضائية أن العدالة الإسبانية قررت، عقب الكشف عن هذه المعلومات، فتح تحقيق أولي حول "تعاون محتمل مع منظمة إرهابية" بهذا الخصوص.
وقال القاضي ايلوي فيلاسكو من المحكمة الوطنية، أعلى هيئة جنائية بإسبانيا، إنه سيحقق في احتمال وجود أميدي كوليبالي وزجته بمدريد، و"شخص ثالث ربما ساعد هذه الأخيرة على السفر إلى سورية".
وذكرت صحيفة (إل باييس) على موقعها الالكتروني، نقلا عن مصادر أمنية، أن كوليبالي استقدم عائلته إلى مدريد لتسفيرها إلى سورية، أي زوجته حياة بومدين، وشقيقه وزوجته وابنهما.
وكشفت اليومية أن كوليبالي التقى بمطار مدريد شابا فرنسيا يدعى مهدي صبري بلحوسين، الذي سهل مرورهم من تركيا نحو سورية.