مقال نشر يوم الثلاثاء 30 نونبر في صحيفة لوبنيون الفرنسية تحت عنوان: "الجزائر مستعدة لخوض الحرب ضد المغرب، إذا لزم الأمر..."، ويذكر مصدرا جزائريا وصفه بـ"الصقر". كاتب المقال هو جان دومينيك ميرشيت، الذي تصفه وسائل الإعلام الفرنسية بأنه متخصص "في المسائل العسكرية والاستراتيجية منذ ربع قرن".
وكتبت الصحيفة الفرنسية "الجزائر لا تريد الحرب مع المغرب لكنها مستعدة لخوضها". هذا الأمر هو ما يسمع "في دوائر معينة مقربة من الجيش الجزائري".
"إذا كان لا بد من القيام بذلك، فجب أن يتم ذلك اليوم، لأننا متفوقون عسكريا على جميع المستويات وقد لا يكون هذا هو الحال في بضع سنوات"، يؤكد مصدر لهذه الوسيلة الإعلامية الفرنسية الذي تصفه بأنه أحد "صقور" النظام. ويعترف نفس المصدر بأن الجزائر قلقة للغاية من التطورات الأخيرة في العلاقات بين المغرب وإسرائيل. وما يقلق الطغمة العسكرية "هو دعم إسرائيل للمغرب. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المصدر ذاته قوله إن "هذا سيغير قواعد اللعبة في غضون ثلاث سنوات".
ويعتقد المصدر الجزائري أنه "في الوقت الحالي، يطلب الأمريكيون من الإسرائيليين عدم توفير أنظمة أسلحة يمكن أن تسبب اختلالا عسكريا فوريا لصالح المغرب". وتعلق الصحيفة قائلة "إن أكثر ما يقلق الجزائريين هو الأسلحة المتعلقة بالحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار".
التفوق المزعوم للجيش الجزائري
قدمت لوبنيون السيناريوهات المحتملة في حالة حدوث مواجهة مسلحة بين البلدين الجارين.
بخصوص الجزائر، هناك العديد من السيناريوهات العسكرية مطروحة على الطاولة، ويبدو أن خيار "الرد التدريجي" هو المرجح. أحد الخيارات هو "منطقة حظر طيران"، تستهدف الطائرات المغربية -الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص- فوق الشريط الذي تسيطر عليه البوليساريو. وكتبت الصحيفة الفرنسية أنه تم أيضا ذكر الدعم الجوي لقواتها. ولم تستبعد لوبنيون خيار "هجوم بري، مع فرق مشاة وألوية مدرعة"، وهو ما يجعل من "خطر التصعيد حقيقيا".
وتقول الوسيلة الإعلامية الفرنسية إنها ترى في سلوك الجزائر "نوعا من الغطرسة وعقدة التفوق لا تدعو إلى الحذر". ونقلت عن مصدر جزائري قوله "عسكرياً نحن متفوقون جدا على المغاربة".
في مقابلة نشرت يوم 2 يونيو 2021 في الأسبوعية الفرنسية لوبوان، تباهى الرئيس تبون بهذا التفوق المفترض للجيش الجزائري. وقال الرئيس الجزائري: "سوف سنرد إذا تعرضنا للهجوم. لكنني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، لأن موازين القوى معروفة".
ويبدو أن صحيفة لوبنيون الفرنسية تحظى بتقدير جيد من قبل النظام الجزائري. أجرى عبد المجيد تبون على هذه الصحيفة إحدى أولى مقابلاته كرئيس يوم 13 يوليوز 2020.
وادعى مصدر الصحيفة الفرنسية أن "سلاح البر هو نقطة ضعف الجيش المغربي". صحفي لوبنيون يرى أن التفوق المزعوم للجيش الجزائري هو أمر نسبي. "الخبراء يعرفون أن مقارنة عدد الطائرات أو الدبابات أو الرجال أو السفن غالبا ما يكون له أي معنى من الناحية العسكرية.
يتعين النظر بتمعن للحصول على فكرة عن القيمة النسبية لجيشين: ما هي الأنظمة الإلكترونية الموجودة على متن الطائرات؟ ما هي صلابة القوات؟ ما هي القدرات القيادية للجيش؟ ما هي الاستراتيجية على الأرض؟ هذه كلها مجالات تندر فيها المعلومات".
"ما نعرفه هو أن الجزائر تنفق على جيشها أموالا أكثر بكثير مما ينفقه المغرب. على مدى السنوات العشر الماضية، اشترت الجزائر ضعف المعدات (10.5 مليار دولار) التي اشترتها المملكة المغربية (4.5)"، تذكر الصحيفة الفرنسية.
مغربي على رأس شركة رائدة في الصناعة العسكرية الإسرائيلية
تتزامن تصريحات أحد صقور الجيش الجزائري مع ما كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي كشفت في عددها الصادر في 30 نونبر أن الشركة الرائدة في الصناعة العسكرية للدولة اليهودية، وهي شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، باعت للمغرب طائرات انتحارية بدون طيار متطورة بقيمة 22 مليون دولار. وتحمل الطائرة الانتحارية، هاروب (Harop)، حوالي 20 كيلوجراما من المتفجرات ويمكنه البقاء في الجو لمدة تصل إلى سبع ساعات، بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
وتعتبر "عامل تغيير في اللعبة" وقد أظهرت فعاليتها في الحرب في ناغورني كاراباخ التي اندلعت بين هذه الجمهورية المدعومة من قبل أرمينيا وأذربيجان. أرمينيا، التي تمتلك مع ذلك نفس نوع الأسلحة مثل الجزائر، هزمت من قبل الطائرات بدون طيار الإسرائيلية والتركية.
وعين على رأس شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وزير العمل السابق عمير بيريتس، المولود في أبي الجعد بالمغرب، ويتحدث الدارجة المغربية بطلاقة، والذي لم يتخل قط عن جنسيته المغربية. إن تعيين عمير بيرتس رئيسا لهذه الشركة سيزيد من جنون الكهول الذين يتولون مقاليد الحكم في الجزائر.
بالنسبة للمصادر الجزائرية، بحسب صحيفة لوبنيون، فإن الصراع بين المغرب والجزائر هو من أجل "القيادة في المنطقة". وقالت مصادر جزائرية "لقد تركنا الميدان للآخرين ويجب أن نستعيد مكانتنا في إفريقيا بتطبيق استراتيجية دبلوماسية هجومية".
في نفس الوقت الذي يتباهى فيه صقر الطغمة العسكرية في إحدى وسائل الإعلام الفرنسية، فإن "المؤشر العالمي لتكلفة المعيشة"، الذي تنشره كل عام صحيفة الإيكونوميست البريطانية الجادة، قد وضع ترتيب 173 مدينة حول العالم. الجزائر العاصمة هي من بين أسوأ عشر مدن في العالم. بنيتها التحتية فاشلة أكثر من عواصم دول في حالة حرب مثل سوريا أو اليمن.